وربما يضعون اللوازم — بوجه من الوجوه — بمنزلة الجنس كما يضعون الغم جنسا للغيظ، والظن جنسا للتصديق. فإن هذين الموصوفين يلزمان — بجهةن من الجهات — الأنواع الموصوفة. وليس واحد منهما جنسا. وذلك أن الذى يغتاظ قد يغتم أولا بحدوث الغم فيه، إذ كان الغيظ ليس هو سبب الغم، لكن الغم سبب الغيظ. فليس الغيظ إذا على الإطلاق غما. وعلى ذلك المثال أيضا ولا التصديق ظنا: لأنه قد يمكن أن يكون الظن الواحد بعينه أيضا لمن لا يصدق به. وما كان ذلك ليمكن لو كان التصديق نوعا للظن. وذلك أنه ليس يمكن فى الواحد بعينه أن يبقى على حاله إذ تغير بالكلية عن النوع، كما أنه ليس يمكن أن يبقى الحيوان الواحد بعينه على حاله إذا كان مرة إنسانا ومرة لا . فإن قال قائل إنه من الاضطرار أن يصدق الظان، صار التصديق والظن يقالان بالسوية، فلا يكون على هذه الجهة جنسا، لأن الجنس يقال على أكثر مما يقال عليه النوع.
صفحہ 573