285

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

ایڈیٹر

عبد الستار أحمد فراج

ناشر

مكتبة الأعيان

اصناف

تاریخ
طرفًا إلى ما اعتقده، وسببًا لسكون الخاقاني وألا يستوحش من الأقوال التي تقال في الإرجاف به، وأن الخاقاني أدعى من ذاك ما ادعاه لنفسه تجملًا وتمننًا عليه بما لا صنع له فيه. وأمره الخاقاني بمكاتبة أخيه بأن يسبقه إلى داره ليوقع له بما رسمه أمير المؤمنين ويتسلم الدواوين. وكتب ابن أبي البغل إلى أخيه بالصورة وبما حسبه فيها وقدره. فبادر دار الخاقاني وتأخر الخاقاني في دار الخلافة إلى وقت صلاة المغرب، ثم انصرف ليلًا، فساعة رأى ابن أبي البغل حاصلًا وقد صعد أخوه معه قبض عليهما، وأنزلهما في زورق مطبق، ووكل بهما ثقاته وحدرهما إلى واسط لينفيهما منها إلى حيث يتقرر رأيه عليه. وعرفت السيدة وأم موسى ما جرى، فقامت القيامة عليهما، وخاطبتا المقتدر بالله فيه فقال. أنا أمرت به، ولا يجوز فسخه مع وقوعه، فكانت غاية ما عندهما أن سألاه مراسلة الخاقاني بألا يصادرهما وأن يقلدهما بعض الأعمال لينفذ إليهما. ووجهت أم موسى بأخيها وابن الحواري إليه، فما برحا حتى قلد أبا الحسين أصبهان وأبا الحسن الصلح والمبارك وكتب بإطلاقهما وإنفاذهما إلى أعمالهما. وحدث أبو بكر الزهري الأصبهاني الكاتب قال: لما تقلد القاسم بن محمد الكرخي أصبهان، وقبض علي أبي الحسين بن أبي البغل، أقام في حبسه إلى أن تقلد الأهواز وحمله معه، ومات القاسم وتقلد أبو عبد الله ابنه موضعه. وكتب أبو الحسين بن أبي البغل من الحبس إلى أم موسى القهرمانة بالشروع له في الوزارة، وبذل البذول الكثيرة، فقامت أم موسى بأمره وقررته مع المقتدر بالله والسيدة، وكتبت إليه بذلك، وبأن الخليفة قد أمر بمكاتبتك بالإصعاد ليستوزرك. فلما قرأ كتابهما لم ينتظر ورود كتاب السلطان، وخرج من الحجرة التي كان معتقلًا فيها، فقال له الموكلون به: إلى أين؟ فانترهم وشتمهم، وأظهر الكتاب،

1 / 295