تحفہ طالبین
تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي
ناشر
الدار الأثرية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
پبلشر کا مقام
عمان - الأردن
[٧٠] فالله يُخْلِفُنا خَيْرًا ويأجُرُنا ... إِلَيْكَ مَرْجِعُنا يا خَيْرَ غَفَّارِ/
وفي النبي لَنا وَعْظٌ وصُحْبتِهِ ... صَلَّى عَلَيْهِمْ إِلهٌ خالِقٌ بَارِي
ورثاه الفاضل الأديب أبو محمد سليمان بن علي؛ عُرف بالعفيف التلِمْساني (١):
نَعَمْ بَعْدَ (يَحْيىَ) مَعْهَدُ الفَضْلِ دارِسُ ... فما أنْصَفَتْ إِنْ لَمْ تنحْهُ المَدارِسُ
في صَبْرُ مت عندي ويا حُزْنُ فَلْتَعِشْ ... فإن (النواوِي) قَدْ حَوَتْهُ النواوِسُ (٢)
بَكَتْهُ مساعيهِ التي بَذَّت الألى ... سَعَوْا للعُلا في رَكضِهِمْ (٣) وهُو جالِسُ
وناحَتْ عليهِ وُرْقُ أَوْراقِهِ وما ... لهَا مِنْ سِوى الأقلام قَصْبُ مُوايِسُ (٤)
وأقْسِمُ ما نَفْسٌ بَكَتْهُ نَفِيْسَةٌ ... إذا لَمْ تُساعِدْها اَلدُّموعُ النَّفائِسُ
تَلَهَّبَ قَلْبُ البَرْقِ والرَّعْدُ صارخٌ ... أَسَىَ ودموعُ الغادِياتِ بَواجِسُ (٥)
وظَلّ وباتَ اللؤلُؤ الرَّطْبُ حاسِدًا ... مَدامِعَ فيهِ درُّها مُتَجانِسُ
ومَثْوَى الثُّرَيَّا فيهِ قَدْ حَسَدَ الثَّرَى ... فَماذا عَسَى فيهِ تَقولُ المَجالِسُ
لَقَدْ كانَ يُحْيى الليلَ (يَحْيىَ) مُسَهُّدُ الـ ... جُفونِ وجَفْنُ النجْم في الأفْقِ ناعِسُ
وَيطْوي (٦) على الدَّاءِ الدفينِ مِن الطوى (٧) ... أضَالِعَ ما فيها سِوى الذكْرَ هاجِسُ
(١) وهو المدفون في صالحية دمشق، وكان خليعًا متهتكًا ومن أصحاب وحدة الوجود. وفي الأصل: "أبو محمد سلمان ... "، وفي هامشه:"سليمان، صح"، وهو المثبت في مصادر ترجمته، انظر منها: "البداية والنهاية" (١٣/ ٣٢٦)، و"شذرات الذهب" (٥/ ٤١٢)، و"فوات الوفيات" (٢/ ٧٢). (٢) (النواوس): المقابر. وهي من القبور المصنوعة من الأحجار التي كان يَدفُنُ فيها الأقدمون موتاهم. (٣) في "المنهاج السوي": "أرضهم"! (٤) في "المنهاج السوي": "تصبو نوايسُ". (٥) (بجس الماء): انفجر، وهي هنا كناية عن كثرة البكاء. (٦) أي: يخفي ولا يظهر. (٧) أي: الجوع.
1 / 144