تحفہ طالبین

ابن العطار d. 724 AH
131

تحفہ طالبین

تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

ناشر

الدار الأثرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

پبلشر کا مقام

عمان - الأردن

فَقَدْ سَقَتْني كُؤوسُ الحُزْنِ فادِحَةً ... للنار قادحة في قلبي العاني إِنَّ الاَمامَ الذي في التُّرْب خُطَّ لهُ ... لَحْدٌ وإن عجَّ عن أهل وأوطان مِنْ قَبْلِهِ ما رأَيْنا العِلْمُ منْدَرِجًا ... والزهد والمجد في أثناء أكفان أَحيا الشَّرائِعَ والأَحْكام حيثُ له ... بشرعة المصطفى علم بتبيان نَفْسِي تَطيرُ شَعاعًا مِنْ تَذَكُّرِهِ ... والسقم منتشر فى طي جثماني آهًا لها لوعةً في القَلْبِ مُصْعِدةً ... تنفس الروح عن لفحات نيران كَمْ يَخْفِقُ القَلْبُ مِني حينَ أَذْكُرُهُ ... فلست أنسى أخًا ما كان ينساني سَقْيًا ورَعْيًا لِقَبْرٍ هِيْلَ فيهِ على ... غصنٍ نضير بماء العلم ريان / [٥٩] يَرْتاحُ قَلْبي لَقَبْرٍ في (نوى) فلَقَدْ ... عيلت إليه صباباتي وأشجاني سُبْحانَ مَنْ بِنَعيمِ الخُلْدِ نَعَّمَهُ ... وبالأسى بعده والبث أشقاني الموْتُ أَرْوَحُ مِن رَوْحِ الحَياةِ ولا ... أقول إنهما من بعده سيان خَطْبٌ تَرَفَّعَ عَنْ شَق الجُيوبِ لهُ ... فقد شققت حياتي دون قمصان خَطْبٌ أَفاضَ فلا أَهْلًا بِمَقْدَمِهِ ... علي جلباب حزن منه غثاني الحمدُ للهِ هذا مِن مَقادرِهِ ... فكل حي عليها هالك فاني لَوْ رَدَّ عنه الرَّدَى باسٌ لَبَادرَهُ ... أسدٌ تبادر من شيب وشبان لكِنَّهُ المَوْتُ غَلَّاب بِكَرَّتِه ... لكل أغلب (١) من إنس ومن جان يا مَنْ بهِ يُقْتَدى في كُل مُشْكِلَةٍ ... وما له في علو الشأن من ثاني مَلأتَ قَلْبِيَ حُزْنًا لا تُقادُ لهُ ... من بعد فقدك والتسهيد يغشاني قَدْ ساوَرَتْنيَ أفْكارٌ مُبَرِّحَةٌ ... حتى لقد هدمت صبري وجثماني والعَيْنُ باكِيَةٌ بالدَّمْعِ جارَيَةٌ ... وعنك يا سيدي قد عز سلواني أفْضى أَخُونا لِما أَفْضى النَّبِيُّ لَهُ ... وصاحباه وصنواه الشهيدان فأَسْألُ اللهَ رَبِّي أنْ يُبَشِّرَهُ ... برحمة أبدًا منه ورضوان

(١) الأغلب: غليظ العنق.

1 / 135