وحدث به أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي ببلخ فقال: سمعت محمد بن يوسف بن ديحان البخاري ببخارى أنبأ أبو عبد الله محمد بن محمد البامياني ببخارى، حدثني أبو الحسن محمد بن نوح سمعت أحمد بن محمد بن الفضل البلخي، سمعت أبي يقول: كان محمد بن إسماعيل قد ذهب بصره في صباه، وكانت له والدة متعبدة، فرأت إبراهيم خليل الرحمن -عليه السلام- في المنام فقال لها: إن الله -تبارك وتعالى- قد رد بصر ابنك عليه بكثرة دعائك، قال فأصبحت وقد رد الله عز وجل عليه بصره. وخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في ((تاريخه)) من حديث علي بن محمد بن الحسين الفقيه، ثنا خلف بن محمد الختام، سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار، سمعت شيخي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل -عليه السلام- فقال لها: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره، لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك، قال: فأصبح وقد رد الله -عز وجل- عليه بصره.
وقد بلغنا أن أباه أبا الحسن، إسماعيل، كان من خيار الناس، ووجدت في ((التاريخ الكبير)) لولده ما نصه: إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو الحسن رأى حماد بن زيد صافح ابن المبارك بكلتا يديه وسمع مالكا. [إن] لم يكن هذا والد البخاري فلا أدري [من] هو؟، وأبو الحسن والد البخاري، لما حضرته الوفاة، قال لأحمد بن حفص: لا أعلم من مالي درهما من شبهة ولا من حرام. ولما توفي نشأ ولده أبو عبد الله يتيما في حجر أمه فأسلمته إلى معلم إلى أن كمل له عشر سنين.
روينا عن أبي جعفر محمد بن أبي حاتم وراق البخاري قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب.
صفحہ 180