208

تحفہ الاسماع والابصار

تحفة الأسماع والأبصار

اصناف

[67/ب] وبلغ الإمام -عليه السلام- أن من همدان صنعاء وحراز من اتهم ببقائه على باطنهم الخبيث، وأنهم ألحقوا ضلالهم القديم بالحديث، فكتب إليهم مرشدا إليهم معلما ومرشدا ومحذرا لهم من موجب السب، واراقة الدماء، وبرهن على الدليل، وأوقفهم على الحق الذي يعرفه كل عاقل، وأتاهم بما هو الحق الذي لا يخفى على العالم والجاهل، فقال -عليه السلام-: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صلى وسلم على محمد وآل محمد، وارحم وأهد ولقني حجتي ، وأذقني عفوك ورحمتك ولا تحرمني رائحة الجنة يا رحمن، وبعد: فاعلموا أن أوجب الواجبات النصيحة وهي على أئمة الهدى أوجب وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ألزم،[لما] تحملوه عن الله وعن رسوله من عهدة التبليغ، وأمانة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأحق ذلك ما حفظ الدين والتقوى، وبلغ إلى منازل رضوان الله الذي هو الغاية القصوى، وأنتم قد اعتزيتم إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وانتسبتم إلى محبتهم ولن يتم لكم ذلك إلا باتباعهم في الإعتقاد والقول والعمل، فإن اعتقاد آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والبعث والنشر والحساب والكتاب، والجزاء بالثواب والعقاب{أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ، وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون} وتصديق جميع ما أنزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بما تفهمه العقول والألباب، واللغة العربية، وأن خطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لم تجر إلا على هذا الأسلوب ليس فيه تلبيس ولا تعمية ولا كتمان، ولا إخفاء ولا باطن لاتفهمه العقول ولا الألباب، ولا تدل عليه اللغة العربية.

وأما قول أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو ما علمهم الله عز وجل وأنزله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تبارك وتعالى:{قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما[68/أ] أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} .

صفحہ 318