87

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

ایڈیٹر

محمود محمد صقر الكبش

ناشر

مكتب الشؤون الفنية

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

1431 ہجری

الثَّاني: يجبُ عليه بذلُ النُّصحِ وإعمالُ الفكرِ؛ لِما صحَّ عنه ﷺ أَنَّهُ قالَ: ((إذا استشارَ أحدُكم أخاهُ فليُشِرْ عليهِ))(١)، قال شارحُهُ المناويُّ: ((ولو كافراً، بما هُو أصلَحُ لَهُ، وإلاَّ خانهُ)).

وقد وَرَدَ النَّهيُ عن ذلكَ، كما في خبرِ رَوَاهُ الخرائطيُّ وغيرُهُ(٢) .

قالُ أفلاطونُ: ((إذا استشارَكَ عدوُكَ فجدِّدْ لَهُ النَّصيحةَ؛ لأنَّهُ بالاستشارة خرَجَ عن عداوتِكَ)).

فلمَّا أرادَ نوحٌ قاضِي مروانَ أن يزوِّجَ ابنتَهُ استشارَ جاراً لَهُ مجوسيَّاً، فقالَ: سبحانَ اللهِ النَّاس يستفتونكَ، وأنتَ تستفتيني، قالَ لا بدَّ أن تشيرَ عليَّ، قال: إن رئيسَ الفُرسِ كسرَى كانَ يختارُ المالَ، ورئيسَ الرّوم قيصرَ كان يختارُ الجمالَ، ورئيسَ العربِ كان يختارُ الحَسَبَ، ورئيسَكم محمداً ﷺ كانَ يختارُ الدِّينَ، فانظرْ لنفسِكَ بمن تقتدي.

فيُسنُّ للإنسانِ وإن كانَ كبيراً عظيماً أن يستشيرَ، ولو أصغرَ منه. قال بعضُهم: ((لا تحقرَنَّ الرأيَ الجزيلَ من الرَّجلِ الحقيرِ، فإِنَّ الدُّرَّةَ لا يُستهانُ بِها لهوانِ ثوبِها الصدفِ)).

(١) أخرجَهُ ابن ماجه (٢/ ١٢٣٣) برقم (٣٧٤٧).
(٢) انظر: فيض القدير (١ / ٢٧٥).

87