Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān
تحفة الخلان في أحكام الأذان
ایڈیٹر
محمود محمد صقر الكبش
ناشر
مكتب الشؤون الفنية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
1431 ہجری
آپ کی حالیہ تلاش یہاں نظر آئے گی
Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān
Ibrahim bin Saleh Al-Ahmadi Al-Shami Al-Demerdashi (d. 1149 / 1736)تحفة الخلان في أحكام الأذان
ایڈیٹر
محمود محمد صقر الكبش
ناشر
مكتب الشؤون الفنية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
1431 ہجری
وأجيبَ: بأنَّهُ يهرُبُ عندَ سَمَاع الأذانِ والإقامةِ؛ ليغالطَ نفسَهُ بأنَّهُ لم يخالِفْ أمراً، ثُمَّ يرجِعُ - لَمَا طُبعَ عليهِ مِن الأذَى - إلى الوسوسةٍ، كَمَا صَرَّحَتْ بِهِ روايةٌ مسلمٍ : ((أقبلَ يوسوسُ)).
وقيلَ: يهرُبُ نفوراً عن سَمَاعِ الأذانِ والإقامةِ، ثُمَّ يرجِعُ موسوساً ليُفسدَ على المصلِّي صلاتَهُ، فَصَارَ رجوعُهُ مِن جنسٍ فِرارِهِ، والجامعُ بينَهما الاستخفافُ.
وقالَ ابنُ الجوزيُّ: على الأذانِ والإقامةِ هيبةٌ يشتدُ انزعاجُ الشَّيطانِ بسبِها، لا يكادُ يَقَعُ فيهما رياءٌ ولا غفلةٌ عندَ النُّطْقِ بِهِما، بخلافِ الصَّلاةِ؛ فإنَّ النَّفْسَ تخطِرُ فيها، فيفتَحُ لها الشَّيطانُ أبوابَ الوسوسة.
قالَ ابنُ أبي جمرةً: إنَّما يهرُبُ الشَّيطانُ من سَمَاعِ الأذانِ والإقامةِ؛ لأنَّهما إعلامٌ بالصّلاةِ الَّتِي هي أفضلُ الأعمالِ، وهما مِن أفضلِ الذُّكرِ؛ لا يزادُ فيهما ولا يُنقصُ، بل يقعانِ على وِفِقِ الأمرِ، فيفِرُّ مِن سَمَاعِهِما.
وأمَّا الصَّلاةُ فلِما يَقَعُ مِن كثيرٍ مِن النَّاسِ فيها مِن التَّفريطِ، فَيَتَمَّكَّنُ الخبيثُ مِن المفرِّطِ، فلو قُدْرَ أنَّ المصلِّيَ وفَّى بجميعٍ
(١) انظر: فتح الباري (٢ / ٨٧).
58