تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
اصناف
قال أو زياد: لما غرق الوارث بن كعب رحمه الله قال سليمان بن عثمان لمسعدة بن تميم عند فلج ضوت في البطحاء نكتب إلى أهل السر يأتون , قال مسعدة إنما يريد ابن عثمان أن نؤخر هذا الأمر حتى يجتمع إلينا الناس , أو قال غوغاء الناس فيختلفوا علينا؛ ولكنا نقطع الأمر , قال أبو الحسن بايعه المسلمون على ما بويع عليه الوارث بن كعب؛ فقام بالحق وعمل به؛ وعز الحق في أيامه؛ وظهرت دعوة المسلمين بعمان , وكان في أيامه جمة من العلماء؛ قال واختلف في تلك الأيام هارون بن اليمان الشعبي ومحبوب بن الرحيل , فبين محبوب بدعتهم وأوضح ضلالتهم.
قلت: والظاهر أن اختلافهما كان في أيام المهنا , ولكل واحد منهما إلى المهنا رسائل يرد فيها على صاحبه. وقدم غسان بعد إمامته صحار لخمس بقين من جمادي الأخرى سنة إحدى ومائتين , فوقع الحريق في السوق بعد ذلك بخمسة أيام , فوافق هلال رجب , فيذكرون أنه احترق ما بين الخورين , فلا أدري أنه في هذا الحريق أو في الحريق الذي كان سنة ثماني ومائتين , إلا أنهم يذكرون أنه احترق ما بين الخورين.
وكان البوارج وهم كفار الهند يقعدون بأطراف عمان ويسلبون منها ويسبون ويمضون إلى ناحية فارس والعراق؛ فكانوا فيما بلغنا ربما يسيرون بناحية دبا وجلفار؛ واتخذ غسان الشذاة للغزو , وهو أول من اتخذها بعمان وغزى فيها البوارج من هذه الشطوط؛ وأمن الله الناس من البوارج بهذه الشذاآت وبالغرف وفي رجب من سنة اثنين ومائتين مات علي بن موسى؛ ورجع غسان إلى نزوى يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت من رجب سنة ست ومائتين.
وقتل أو راشد بن محمد بالأرواح يوم الخميس لست من ربيع الأول سنة سبع ومائتين , وقتل صقر بعده بعشرين يوما؛ وهو صقر بن محمد بن زائدة الجلنداني وذلك يوم الأربعاء لست وعشرين من ربيع الأول من هذه السنة.
صفحہ 98