تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
اصناف
وقال موسى بن أبي جابر لمحمد بن عبدالله أقطع للناس الشرى فقال بشير ابن المنذر عند ذلك كنا رجوناك يا أبا علي أن تسير بهذه الدولة فرددتها إلى هؤلاء الذين يخافون على الدولة , فقال موسى بن أبي جابر إنما كان نظري يا أبا الحكم للدولة لأنهم قد اجتمعوا وكل يطلب هذا الأمر لنفسه والأمر بعده ضعيف ففرقناهم عن وجوهنا حتى يقوي الأمر , فأمر محمد بن عبدالله بن أبي عفان أن يقطع للناس الشرى فقطع حتى قوي أمره , فلما قوي الأمر أمر موسى بن أبي جابر محمد بن عبدالله بن أبي عفان فأرسل إلى القرى الولاة وعزل كل من كان ولاه وقامت دولتهم بإذن الله تعالى , وكان ذلك في أول يوم من شوال سنة سبع ومائة؛ وذكر بعضهم أن أول ذلك كان في رجب من سنة سبع وسبعين ومائة؛ وقال الفضل بن الحواري ملكت هذه الدولة يوم الجمعة بعد العصر لسبع بقين من شهر رمضان سنة سبع وسبعين ومائة.
وقيل أن موسى رحمه الله أراد محمد بن المعلي للإمامة فكره محمد بن المعلي أن يقطع الشرى فكره موسى أن يوليه أمر الإمامة حتى قطع الشرى فولى محمد ابن أبي عفان ( ومحمد بن أبي عفان ) هو محمد بن عبدالله بن أبي عفان كان رجلا من اليحمد إلا أنه نشأ في العراق , وكان من أهل العراق فقدموا به إلى عمان , واختلفوا في صفة إمامته فقيل كان إمام دفاع حتى تضع الحرب أوزارها؛ وقيل كان أمير جيش فأساء السيرة وبدل وغير , وكان يستقبلهم بالكلام الغليظ حتى قال وائل بن أيوب ليس ابن أبي عفان بإمام بل ذلك جبار؛ فعزله المسلمون حين لم يرضوا سيرته ولا مذهبه في النصف من ذي القعدة من سنة سبع وسبعين ومائة؛ وكانت ولايته سنتين وشهرين إلا شيئا.
صفحہ 90