( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي, السلام على من اتبع الهدى ( أما بعد ) فإني أدعوكما بدعاية الإسلام؛ أسلما تسلما فإني رسول الله إلى الناس كافة؛ لأنذر من كان حيا, ويحق القول على الكافرين وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما؛ وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما؛ وخيلي تطأ ساحتكما, وتظهر نبوتي على ملككما ).
وكان الكاتب لهذا أبي كعب وهو عليه السلام عليه, وطوى الصحيفة وختمها بخاتمه المبارك, وكان نقش الخاتم: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
قال: فقدم عمرو بن العاص بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد وجيفر بني الجلندي بعمان, فكان أول موضع دخله من صحار دستجرد وهي مدينة بنتها العجم في صحار في مهادنتهم لبني الجلندى فنزل بها وقت الظهر؛ وبعث إلى بني الجلندى وهم بادية عمان , فكان أول من لفيه عبد بن الجلندى؛ وكان أحلم الرجلين وأحسنهما خلقا؛ فأوصل عمرا إلى أخيه جيفر بن الجلندى بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم, فدفعه إليه مختوما ففض ختامه وقرأ ه حتى انتهى إلى آخره , ثم دفعه إلى أخيه عبد فقرأه مثل قراءته , ثم التفت إلى عمرو فقال: إن هذا الذي تدعو إليه من جهة صاحبك أمر ليس بصغير , وأنا أعيد فكري فيه وأعلمك , وإنه استحضر جماعة الأزد وبعثوا إلى كعب بن برشة العودي , فسألوه عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل نبي؛ وقد عرفت صفته , وسيظهر على العرب والعجم , فأجاب إلى الإسلام وأسلم هو وأخوه في ساعة واحدة , ثم بعث إلى وجوه عشائره فبايعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وأدخلهم في دينه وألزمهم تسليم الصدقة؛ وأمر عمرو بن العاص بقبضها فقبضها على الجهة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم.
صفحہ 45