تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
اصناف
ومن قتلتموه عند المحاربة فلا تمثلوا به فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة , وكذلك ما أخذتم من الجزية فارفعوا إلى , وأما إن كان فيها شيء من الصدقات على أحد من أهل الصلاة فقبضتموه ففرقوا ثلثه على فقراء البلد بالاجتهاد منكم في ذلك وارفعوا إلى ثلثيه والذي عليه عزم رأيي أن يكون منزلكم في القرية حيث كان ينزل ولاة المسلمين قبلكم فتعمروا عسكركم ومسجدكم بالصلوات والذكر لله بالغدو والآصال , ثم لا تغفلوا عن الحرس في الليل واجعلوه نوائبا بينكم في كل ليلة حول قريتكم فإنه يقال إن الله يباهي بنفر من عباده من أهل أرضه ملائكته , منهم مقدمة القوم إذا حملوا وحاميهم إذا انهزموا وحارسهم إذا ناموا , وتتموا الصلاة مادمتم في القرية؛ فإذا خرجتم إلى أكثر من فرسخين من القرية صليتم قصرا وجمعتم الصلاتين الظهر والعصر , والعشاء والعتمة , وإن حضرتكم الصلاة وأنتم مواقعون لعدوكم وهم في وجوهكم أو من وراء ظهوركم وأنتم في القرية أو في سفر , فأي صلاة حضرتكم في ذلك الوقت فليقم الإمام مستقبل القبلة وخلفه طائفة من أصحابه وتقيم طائفة أخرى في نحر العدو مستقبلين لوجوههم وجوه العدو , وحيث يسمعوا تكبير الإمام جميعا فيوجه الإمام والطائفتان جميعا ويكبر الإمام تكبيرة الإحرام وتكبرها معه الطائفتان جميعا , فإن كان في صلاة النهار قرأ فاتحة الكتاب وحدها , وإن كان في صلاة قراءة قرأ فاتحة الكتاب وسورة من قصار السور ثم كبر الإمام وركع وركعت الطائفة التي وراءه معه؛ ووقفت الطائفة الأخرى في نحر العدو غير راكعة ولا ساجدة , فيركع الإمام وتركع الطائفة التي خلفه ويسجد الإمام وتسجد الطائفة الذين خلفه , ويسجد الإمام سجدتين ثم يرفع الإمام رأسه وينتصب قائما؛ وتمضي هذه الطائفة الذين كانوا خلفه فتركد في نحر العدو حيث كانت الطائفة الأخرى , وترجع الطائفة الأخرى فتقوم مقام الطائفة الذين كانوا خلف الإمام , فتكون خلف الإمام , فيقرأ الإمام ثم يركع وتركع معه الطائفة ويسجد وتسجد معه سجدتين ثم يقرأ التحيات ويسلم وتسلم الطائفتان جميعا , ثم ترجع هذه الطائفة إلى أصحابهم , فهذه صلاة الحرب في موضع التمام وفي موضع القصر.
وأما صلاة المضاربين بالسيوف عند التقاء الزحوف فهي خمس تكبيرات , وصلاة الهارب خمس تكبيرات حيث كانت وجوههم.
وأما الطالب لعدوه فيصلي صلاة نفسه إذا كان لا يخاف عدوا , وإنما هو الطالب لعدوه , فإن كان في حد التمام صلى تماما وإن كان في حد القصر صلى قصرا.
ومما أوصيكم به أن تتقوا الله ولا تبيعوا شيئا من الأسلحة بسقطرى؛ ولا تشربوا نبيذا ولا يحدثن أحدكم امرأة خاليا ولا يشتمن بعضكم بعضا؛ ولا يكونن في مجلسكم لهو ولا لعب ولا هزل ولا كذب , فمن ظفر بما عليه أنتما - أعني محمد ابن عشيرة وسعيد بن شملال - أو صح معكما عليه أنه شرب نبيذا حراما أو خلا بامرأة يحدثها غير ذات محرم منه ممن تسبق إلى قلوبكم فيه التهمة , أو يكون منهم اللهو باللعب أو بالغناء أو بشيء مما يكره الله والمسلمون أو آذى أحدا من المسلمين أو والى أحدا من عدوهم أو باع سلاحا في ارض الحرب فقد أذنت لكما في قطع صحبتهم وإخراجهم من عسكركم وقطع النفقات والإدام عنهم , وما كان معه منهم شيء من أسلحة المسلمين فتضمنوه إلا من تاب منهم واستغفر ربه وراجع ما تحبون منه فاقبلوا توبته وأقيلوا عثرته وردوا عليه نفقته ورزقه إلى أن يسلمكم الله وترجعوا إلينا أن شاء الله.
ومن أراد من أهل سقطرى من أهل الصلاة من رجال أو نساء أو صبيان أن يخرجوا معكم إلى بلاد المسلمين فاحملوهم في حمولتكم , وانفقوا عليهم من مال الله حتى يصلوا إلى بلاد المسلمين إن شاء الله , ومن كان هنالك من أولاد الشراة وأعوان المسلمين فاحملوهم إلى بلاد المسلمين فإن تلك دار لا تصلح لهم بعد تلاحم الحرب بيننا وبينهم.
صفحہ 152