اتصل باللك المعز والبحرية ما عزم الملك الناصر عليه من قصد الديار المصرية وتأهبه بالعساكر الشامية، تشاوروا فى آمر يستوقفونه به عن المسير ورأوا من صواب التدبير أن يقيموا شخصأ من بنى أيوب تلافيا هذه الخطوب فعينوا من ذرية الملك الكامل مظفر الدين موسى اين الملك المسعود، فأجلسوه فى دست السلطنة وهو شاب حدث السن له من العمر تقدير عشر سنين وكان ذلك فى يوم الخميس لخمس خلت من حمادى الأولى من هذه السنة وضربت السكة (باسمه مشتركا مع اسم السلطان الملك المعز، وأقيمت الخطبة لهما معا، وصدرت التواقيع والمتاشير والمراسيم عنهما، وظنوا أن ذلك مما يثبت الملك الناصر ويوققه ويثنى عزمه عن الديار المصرية ويصرفه فلم يثنه اقامة قريبه ولا خلف رقبة رقبته بل جهز جحماعة من العسكر الحلبى والدمشتى لقصدهم . فجرد من مصر عسكرا وقدم عليه الأمير ركن الدين خاص ترك الصالحى ليكونوا قبالة من هجم من العساكر الشامية، فساروا إلى غزة وأقاموا فيها ، فاتصل بهم أن الملك الناصر قد جهز جمعا كثير أمن العساكر ، فخافوا عاقبهم وحشوا غائلهم، فاندفعوا راجعين حتى إذا وصلوا إلى السائحخيموا به وأقاموا بالصالحية معتقدين فى تفوسهم أن الأمر قد ضطرب وسبب الملك مصر قد تشعب، ومالوا إلى جهة الملك المغيث ابن العادل صاحب الكرك ليخلصوا من (....) ليشعرونه بانحيازهم إلى فتته وانقيادهم إلى طاعته ، وصلوا الحمعة بجامع الصالحية وأشاروا إلى الخطيب بذكر اسمه فى الخطبة ونمت هذه الأخبار إلى علم السلطان الملك المعز، ففت فى عضده وخاف انصرام الأمر من (...) وأذاعه (..) للخليفة (....) وأنه نائبه ف الولاية على أمور (...) والعساكر له وللملك الأشرف موسى اين المسعود، وجرد جماعة إلى الصالحية لأخذ أولثك النفر الذين فيها بسبب ميلهم إلى المغيث دونه . فلما ساروا إلبهم المحردون تفرقوا وتفللوا وتمزقوا وتسللوا، وأقام بعضهم بمكانه لم يبرح وتبع العسكر
صفحہ 28