بدمشق أياما ثم خرج منها متوجها إلى الديار المصرية ، ونزل العسكر سائرأ على الدرب ، وتوجه جريدة فى نفر قليل من خواصه إلى قلعة الكرك، فنظر فى أحوالها وفعل ما يوجب تثمير أموالها، وعاد لاحةا بالعساكر . (فلما كان قريبا من زيزا تقنطر عن فرسه، فاعتراه صدع فى وركه، فالجأه ذلك إلى اتخاذ المحفة وكان يركها فى الطريق . ولما وصل مسجد التبر كره الطلوع إلى قلمته على هذه الصورة ، فمكث فى الخحيام إلى أن زال موعكه، وصح بالجبر وركه ، وطلع إلى القلعة ممتطيا جواده، مبلغا مراده، ومن على ليفون ابن احب سيس بقك قيده واستصحبه معه قى نزهته وصيده، وكتپ له موادعة على بلاده سنة كاملة، وشملته منه منة شاملة. فقيل فى ذلك شعرا:
وان أحسن حلم حلم مقتدر
يعنو بقدرة سلطان عن الجانى
وفى هذه السنة أمر بأن يبى فى ميدان قراقوش الذى بظاهر القاهرة المحروسة جامعا، فبنى، وانتقل من لعب الصولجان إلى إعلان الأذان، ومن جلبة الأقران إلى تلاوة القرآن . فقيل فى ذلك :
وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها
تشقى كما تشقى الرجال وتسعد
وأفرد بعضه فحكر، وبناه الناس مسا كن وجعل ربعه من ملة وقوف الجامع . وفيها أمر بأن بجمع أصحاب العاهات كالمحذومين والمتوضحين وأمثالهم، وينقلوا إلى بلد واحد ربحا لأجرهم وإراحة للناس من ضرر ملايسهم . فجمعوا وتقلوا إلى بلد بالأعمال القيومية. وأجرى لهم ما يقوتهم فى التاريخ.
صفحہ 59