ذكر وصول الإمام أبى العباس بن الظاهر بالله من العراق إلى الديار المصررة
وهو أول من وصلها من خلفاء الدولة العباسية منذ أول الملة الإسلامية اال وولما وصل المذكور تلقاه السلطان بالإكرام ، وتناول أمره بيد الاهمام، وركب للقائه بالعسا كر، وأنزله فى القلعة ، وبالغ فى امكرامه، وغالى فى اعظامه، وشرع فى إثبات نسبته، وتقرير بيعته ليتصل مبب الحلاقة الذى كادت الحادثات تقتضبه، ويتجدد رداء الإمامة الى أرادت الأعداء سلبه، فجلس مجلسا عاما حضره الأمراء والوزراء والحكام والعلماء والفقهاء والصلحاء والمشايخ والأعيان وأثبت نسبته على قاضى القضاة، وبايعه ال و بابع من حضر المحفل من الناس على طبقاتهم، ثم تقلد منه البلاد الإسلامية، ل وكتب إلى البلاد بذكر اسمه على المنابر. فنطقت يذكر خلافته أنسنة الأقلام وأفوه المحابر، وذلك فى التاسع من رجب الفرد سنة تسع وغمسين ومسماثه. وبعد ذلك صلى الخليفة جامع القلعة، وخطب الناس فى يوم الجمعة، وشرع السلطان فى رده إلى الأوطان ، واستخدم له أجنادا ونوابا وحاشية وكتابا ، ورتب له دست الحلافة كاملا بوضاتعه وبيوتاته وحشمه وآلاته، وجهزه تچهيزا يليق بمنصيه، واهم به (اهتمامآ لم يسمع بمثله . فكان ما أنفقه على كلفته ألف ألف وستون ألف دينار مصرية . ثم خرج متوجها إلى الشام ، وأخذه صحبته، واستصحب معه أولاد صاحب الموصل ليعيلهم إلى أماكهم الى جلوا عنها، وأخرجهم الأعداء منها . ولما وصل دمشق جرد مع الخليفة
صفحہ 47