166

ان هؤلاء الثلاثة قد جماءوا من عند السلطان وذكروا عته أنه كره هله الأوطان وصمم الاستقرار بذلك المكان . فقلت لهما مجيبا: الواجب أن تراسلوه اال وتراجموه وتستعطفوه ( وتلاطفوه إلى آن يذعن الإجابة والعودة وتوجهوا اليه من كبراء الأمراء من ييلغه هذه الرسالة . فقالا : مى حصلت المرابعة ال و المغاوضة بخشى من عبث الحمهور والاضطراب فى الأمور، وتحن نجتمع فى القلعة وقت الظهيرة وننظر فى هذه المشورة . فشممت الأنفاس الى سرت مهما وقطعت الجواب عنهما ، ورجع كل إلى منزله. فلما كان الوقت المقرر والساعة الى بجتمعون فيها لضرب المشور، اجتمع الأمراء بدار النائب (حسب) طبقأهم وجلسوا فى الايوان على درجاتهم، وجلس سلار وبيبرس وأجريا ذلك الكلام وقرىء كتاب ترجمته الأقلام بأن السلطان رغب إلى أن يتخذ فى الكرك المقام . وقالا لم يبق لنا بد ممن يقوم بأمر الملك حق القيام ال وتفاوضا قى ذلك وتقاولا، وجعل كل منهما يلقى الأمر إلى صاحبه فيقول لا ويلخص الحال بينهما على أن يكون الركن هو المشار إليه وسلار نائب بين بديه، ووقع من تلك الساعة اسم السلطان عليه، فسر ذلك أصحابه وخشداشيته ال ووافق أعوانه وغاشيته، وحلف له الأمراء الحاضرون وركب من دار النيابة عصر يوم السيت من شوال منة ثمان وسبعماثة بشعار المملكة ودخل الايوان فى ساعة مهلكة، فكان حقيقا أن نتمثل له بأبيات بكارة الهلالية فى معاوية وهى :

اترى ابن هند للخلافة مالكا

ههات ذاك وإن آراد بعيد

منتك نفسك فى الخلاء ضلالة

أغواك عمر للشقاء سعيد

ولقب بالمظفر زورا ومينا وانقلبت الظاء عن قليل عينا، واستدعى الخليفة المستكفى بالله أبا الربيع سليمان أمير المؤمنين فى هذا الأوان ، فبايعه بيعة السلطنة وقلده مقاليد المملكة . وجلس فى الدست جلوسأ لم تسكن اليه القلوب ولا صيح له فيه مطلوب . وكتب لمولانا السلطان تقليدا بالكرك ال ومنشورا بالإقطاع . ثم ركب بشعار السلطنة . وانقضت هذه السنة.

صفحہ 191