وجاءته الرؤوس من شيخ الإسلام. وبقي مفتيًا إلى أن امتحن في سنة ١١٨٢ بأن قبض عليه شاهين أحمد باشا. وأرسله إلى مكة للشريف مساعد. ومثله السيد " سيف " كتخداي القلعة السلطانية سابقًا، وأحمد خضر، وعذيب وذلك في ليلة هلال رمضان بسبب غضب الشريف مساعد عليهم. فلما وصلوا إلى مكة وبخه الشريف بعد حبسه عنده أيامًا إلى أن وصل الحاج الشامي فتشفع له عثمان باشا فسمح عنه الشريف ورده إلى المدينة بمنصبه، فوصل إليها في أول المحرم صحبة الحاج الشامي. وبقي بها إلى أن توفي في ٢٨ محرم المزبور - رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وأما أصحابه الثلاثة فأرسلوها في الحديد إلى جزيرة القنفذة وحبسوا فيها إلى أن سمح عنهم الشريف فرجعوا إلى مكة في رجب الحرام، ما عدا السيد سيف فلإنه توفى في البحر ودفن بطرف الساحل.
وأما السيد عبد الله أسعد فمولده في حدود سنة ١٠٩٠. ونشأ نشأة صالحة. وجد واجتهد في طلب العلوم حتى بلغ منها ما يروم. وسافر إلى الروم في سنة ١١٣٥. وكان يدرس بالمسجد النبوي. وله نظم ونثر حسن. وتولى الإفتاء بعد وفاة أخيه السيد محمد، وامتحن كثيرًا من الأشرار. وتوفي في ٤ محرم ١١٥٤. وتزوج الشريفة فاطمة المكية بنت السيد يحي الأزهري، وولدت له محمدًا في سنة ١١٤٤، وعبد الله في سنة ١١٥٥، ونفيسة، وأم الهدى، وعائشة.
1 / 37