عجوزا أضر بها دهرها ... وأنزلها الذل دار البلى
سلوحا حسبت بأن الرعاء ... سقوها الغريقون والحنظلا
وأجدب من ثور زراعة ... أصاب على جوعه سنبلا
فإن أهديت فاكهة وجديا ... وعشر دجائج بعثوا بنعل
ومسواكين طولهما ذراع ... وعشر من ردىء المقل حسل
فإن أهديت ذاك ليحملوني ... على نعل فدق الله رجلي
أناس تائهون لهم رواء ... تغيم سماؤهم من غير وبل
إذا انتسبوا ففرع من قريش ... ولكن الفعال فعال عكل
* * * كتب رجل إلى صديق له: لولا أن البضاعة قصرت بي عن بلوغ الهمة لأتعبت المسابقين على برك. وكرهت أن تطوى صفيحة البر، وليس لي فيها ذكر، فبعثت إليك بالمبتدأ بيمنه وبركته والمختوم بطيبه ورائحته: جراب ملح، وجراب أشنان * * * أهدى الطائي على الحسن بن وهب قلما وكتب إليه:
قد بعثنا إليك أكرمك الل ... هـ بشيء فكن له ذا قبول
لا تقسه على ندى كفك الغم ... ر ولا نيلك الكثير الجزيل
واغتفر قلة الهدية منى ... إن جهد المقل غير قليل
وبعث أبو العتاهية إلى الفضل بن الربيع بنعل وكتب معها:
نعل بعثت بها لتلبسها ... تسعى بها قدم إلى المجد
لو كان يمكن أن أشركها ... جلدي جعلت شراكها خدي
وقال بعض الشعراء في نحو ذلك:
أو ما رأيت الورد أتحفنا به ... إتحاف من خطر الصديق بباله
لو كان يهدى لامرئ ما لا يرى ... يهدى لعظم فراقه وزياله
لرددت تحفته عليه وإن علت ... عن ذاك واستهديت بعض خصاله
وقال المهدي:
تفاحة من عند تفاحة ... جاءت فماذا صنعت بالفؤاد
والله ما أدرى أأبصرتها ... يقظان أم أبصرتها في الرقاد
* * * قال: وكتب بعض العمال إلى صديق له: إني تصفحت أحوال الأتباع الذين يجب عليهم الهدايا على السادة في مثل هذا اليوم والتأسي بهم في الإهداء، وإن قصرت الحال عن قدرك، فرأيتني إن أهديت نفسي فهي ملك لك لا حظ فيها لغيرك ورميت بطرفي إلى كرائم مالي فوجدت أكثرها منك، فكنت إن أهديت شيئا منه كالمهدي مالك إليك ومنفق نفقتك عليك، وفزعت على مودتي وشكري فوجدتها خالصين لك قديمين غير مستحدثين: ورأيت إن أنا جعلتهما هديتي لم أجدد لهذا اليوم الجديد برا ولا لطفا. ولم اقس منزلة من شكري بمنزلة من نعمتك إلا كان الشكر مقصرا عن الحق، وكانت النعمة زائدة على ما تبلغه الطاقة، ولم أسلك سبيلا ألتمس بها برا أعتد به أو لطفا أتوصل إليه، إلا وجدت رضاك قد سبقني غليه فجعلت الاعتراف بالتقصير عن حقك هدية إليك، وقد قلت في ذلك:
وأزهد من جيفة لم تدع ... لها الشمس من مفصل مفصلا
فأهوت يميني إلى جنبها ... فخلت حراقيفها جندلا
وأهوت يساري لعرقوبها ... فخلت عراقيبها مغزلا
فقلت أبيع فلا مشربا ... تؤدى إلى ولا مأكلا
أم اجعل من جلدها حنبلا ... فأقذر بجنبلها حنبلا
إذا هي مرت على مجلس ... من العجب كبر أو هللا
رأوا آية خلفها سائق ... يحث وان هرولت هرولا
فكنت أمرت بها ضخمة ... بشحم ولحم قد استكملا
ولكن روحا عدا طوره ... وما كنت أحسب أن يفعلا
فعض الذي خانني حاجتي ... ناست أمه تطرها الأعرلا
فلولا مكانك خضبتها ... وعلقت في جيدها جلجلا
فجاءت لكيما ترى حالها ... فتعلم أنى بها مبتلى
سألتك لحما لصبياننا ... فقد زدتني فيهم عيلا
فخذها وأنت بها محسن ... وما زلت بي محسنا مجملا
؟؟؟ وبعث رجل إلى دعبل بأضحية، فكتب إليه:
بعثت إلى بأضحية ... وكنت حريا بأن تفعلا
ولكنها خرجت غثة ... كأنك أرعيتها حرملا
فإن قبل الله قربانها ... فسبحان ربك ما أعدلا
قيل لرجل قدم من مكة: كيف أثمان النعال بمكة؟ قال: أثمان الجداء بالعراق.
وقال مسلم بن الوليد:
جزى الله من أهدى الترنج تحية ... ومن بما يهوى عليه وعجلا
أتتنا هدايا منه أشبهن ريحه ... وأشبه في الحسن الغزال المكحلا
ولو أنه أهدى إلى وصاله ... لكان إلى قلبي ألذ وأوصلا
؟؟؟ وكتب رجل إلى صديق له شرب دواء:
1 / 26