مرضيا بالمدح والثواب، وما وقع على خلاف الأمر، ولكن لا يكون إلا على وقف العلم سمي مرادا بالتخصيص والتجدد مسخوطا، وغير مرضي بسبب الذم والعقاب، انتهى.
وقال الشيرازي (١) في كتاب الحدود الكلامية ما نصه:
فصل الإرادة، والمشيئة والمحبة والرحمة والإحسان والولاية كلها بمعنى واحد وهي الإرادة، فإذا قلنا: إنه راضٍ أو محب أو مختار، أو شاء، فالمراد به مريد لإدخالهم الجنة والإنعام عليهم في الدنيا، وكذا كراهته وسخطه وغضبه وعداوته، جميع ذلك بمعنى واحد تتعلق بجميع متعلقاتها، وهي كالكلام أمر ونهي، وخبر واستخبار، ووعد ووعيد وهو واحد، وإنما نصفه بهذه الأشياء؛ تعظيما له وإجلالا واتباعا له حيث يقول: ﴿يريد الله ليبين لكم﴾، ﴿فعال لما يريد﴾ (٢)، ﴿ولو شاء ربك ما فعلوه﴾ (٣)، ﴿﵃﴾ (٤)، ﴿وربك يخلق ما يشاء ويختار﴾ (٥)، ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ (٦)، ﴿الله الرحمن الرحيم﴾،
_________
(١) الشيرازي، كتاب الحدود الكلامية ص ٩٦.
(٢) البروج: ١٦.
(٣) الأنعام: ١١٢. وبقية الآية: (فذرهم وما يفترون).
(٤) المجادلة: ٢٢. وبقية الآية: (ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).
(٥) القصص: ٦٨. وبقية الآية: (ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون).
(٦) المائدة: ٥٤. وبقية الآية: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
1 / 25