والباب فيما ورد في أهل بيت النبوة عن جدهم صلى الله عليه وآله وسلم لا يتهيأ انحصاره، والتطويل فيه يخرجنا عن المقصود، فلو تعرضنا لبيان طرق أحد الأخبار الواردة فيهم لضاق عنه هذا المقام، وإنما نأتي في كتابنا هذا بما يحتمله تبركا بكلام الرسول في أهل بيته صلواته الله عليه وعليهم وسلامه .
ولقد صبرت معهم العصابة المرضية، والبقية الفائزة الزكية، على وقع السيوف، وتجرع الحتوف، ووقفوا تحت ألوية أئمتهم، وائتمروا بأمرهم، وانتهوا بنهيهم، وحفظوا وصاة نبيهم، وسفكت دماؤهم بين أيديهم، وأقاموا فرائض الله على الأمم، ولبوا كتاب الله فيما ألزمهم به وحكم، فسلكوا منهج التبيين، وظفروا بما وعدهم في الذكر المبين.
قال الوصي عليه السلام في نعتهم ونعت أئمتهم: (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، كيلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه المجرمون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه) في كلام له صلوات الله عليه.
صفحہ 44