وولده العلامة علي بن داود رضي الله عنهم، ومن ذريته السادة الكرام آل شايم، وانتقل منهم طائفة إلى نجران، وقد ارتحلنا إلى هنالك سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف، ولم نزل نتردد بين صعدة ونجران إلى حال التحرير عام أحد عشر وأربعمائة وألف، وقد وقع بحمد الله إحياء للعلم الشريف، ومعالم الدين الحنيف، والله سبحانه نسأل صلاح الإسلام والمسلمين، والإعانة والتوفيق.
ومن أعلام ذرية الإمام إمام العلماء، وعالم الكرماء، العلامة المجتهد المطلق صلاح بن أحمد بن المهدي بن محمد بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن عليهم السلام، المتوفى في ذي الحجة عام أربعة وأربعين وألف، الذي ابتهرت الألباب في منحه الله من بلوغ غاية الكمال، ومنتهى كل منال،وهو في عنفوان الشباب، فإن عمره الذي فاق فيه على أقرانه، وبذ جميع أعيان زمانه، علما وفضلا وكرما وعبادة وتأليفا وجهادا تسع وعشرون.
ومن مؤلفاته: شرح الفصول مجلد ضخم، وشرح على الهداية بلغ إلى أوائل الكتاب في ستين كراسة، شرح الخطبة منه مجلد، وشرح شواهد النحو مختصر، ومختصر شرح شواهد التلخيص، وله ديوان شعر كله غرر ودرر وفيه معان مبتكرة، وباب مقامه محط الأعلام، ومنزل رحال الكرام، وقد كان يخرج إلى بعض المنتزهات في قدر خمسة وثلاثين فارسا يتساقون كؤوس العلوم، ويتعاطون سلسبيل المنطوق والمفهوم، وهو شيخ الإمام الناصر إبراهيم بن محمد حورية، وكان للسيد صلاح الدين الحظ الوافر، والسهم القامر في جهاد الأتراك، وتشارك هو والحسنان ابنا الإمام القاسم بن محمد عليهم السلام في حصارهم لصنعاء كل واحد من الثلاثة قائد لجيش، فكان المذكور وجنده بالجراف، ونزل للجهاد إلى تهامة، وافتتح مدينة أبي عريش وكان له اطلاع على علم الجفر، وعلى الجملة فلا يتسع المقام لشرح حاله، وما هو إلا من معجزات النبوة، كما قال العلماء في شأنه.
صفحہ 329