312

ولما خرج الإمام المهدي من الحبس خطب حال قدومه على الإمام الهادي، فأجاب الإمام الهادي علي بن المؤيد بخطبة بليغة مستهلها: الحمد لله الذي اقتضت حكمته التخلية بين عباده، واقتضى تدبيره إطلاقهم في أرضه وبلاده، وأوجب عدله تأخير جزائهم ليوم معاده.

إلى أن قال: هذه الأبيات الفائقة المشتملة على التشبيه البليغ الممنوع ذكر أداته فيه، وعلى الاستعارات القويمة، وإيثار الإسناد في الوصف بالجملة المضارعية، وعلى الالتفات اللطيف، وعلى المبالغة المقبولة، وعلى الإدماج للحامل له على القيام بالإمامة، وعلى بعض أنواع التجريد، وعلى الإيضاح بعد الإبهام وغير ذلك، فقد أودع الإمام فيها غررا وحجولا وهي:

تبلج حبس بعد أن كان موصدا .... به قمر تزهو به الشمس والقمر

وما أفتر عنه الحبس حتى تصدعت .... لهيبته أركانه الترب والحجر

وما جئت حتى أيس الناس أن تجي .... وسميت منظورا وجئت على قدر

فلله من آت به الأرض أخصبت .... ولله من آت سقينا به المطر

..إلى آخرها، والبيت الثالث مشهور، فلم ينبه الإمام على التمثل به.

والخانع: المريب الفاجر، وقصدنا به الملاحدة والمجبرة، وفي قيام الثلاثة المذكورين قال صاحب البسامة:

قام الإمام علي بعد والده .... وأحمد بعد والهادي على الأثر

قال سيدي العلامة المفتي محمد بن عز الدين بن صلاح بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد عليهم السلام: لما طالعت القصيدة الفريدة النافعة المفيدة الفائدة البديعة.

إلى قوله: خلا أنه لم يأت في شأن والدنا الإمام الجليل علي بن المؤيد بن جبريل عليهم السلام بما يشفي الأوام ويبلغ المرام، وإن كان قد لوح بمدحه أبلغ تلويح.

إلى قوله: فألحق بعد البيتين الأولين الوالد المقام العلامة الفهام الحبر الصمصام عماد الدين يحيى بن أحمد بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد عليهم السلام - بيتا وهو:

صفحہ 319