..إلى قوله: واعلموا رحمكم الله أن العرب خير الأمم بالإجماع، وقريش خير العرب الإجماع، وهاشم خير قريش بالإجماع، والعلويون خير قريش بالإجماع، والفاطميون خير العلويين بالإجماع، وبلغت الوسيلة، وتناهت الفضيلة، وأي شخص من هذه الرتبة السامية، والمنزلة العالية، والرفعة المتناهية، وكان صحيح البنية لطيف الفطنة، وسليم الفطرة، وجمع إلى طهارة المولد وزكي المحتد، وكريم المنشأ، ثم العلم الراجح، والعمل الصالح، ثم الشجاعة القاهرة، ثم السماحة الطاهرة، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم السيرة العادلة الرضية، والسنة الفاضلة السنية، فهم صاحب دهره وولي الناس في عصره.
عباد الله، إن السياسات أربع:
فسياسة تلزم الخاصة والعامة، ظاهرة وباطنة، ساخرة وكامنة، وهي سياسة الأنبياء الصديقين صلوات الله عليهم أجمعين.
وسياسة أئمة الحق دعاة الخلق عليهم السلام، فإنه يلزم ظاهره بالقول، وباطنه بالعقل، بعقد النية.
والسياسة الثانية: تلزم الخاصة والعامة، ظاهرة لا باطنة، وقولا لا نية، وهي سياسة الملوك المتغلبين، فإن السلطان الجائر إذا ظهر عليهم شخصه من بغد قالوا: قد جاء لا جاء، فإذا توسطهم قالوا: خلد الله ملكك، وحرس عزك وسلطانك، فإذا فارقهم قالوا: مضى لا رده الله تعالى، وتمنوا أن يكون آخر عهد منهم به.
والسياسة الثالثة: تلزم الخاصة ظاهرة وباطنة دون العامة، وهذه سياسة الحكمة والعلوم والإتنباطية، والآراء النظرية والاجتهادية، فإنها لا حظ للعامة فيها، فإنها تدق عن أفهامهم.
والسياسة الرابعة: سياسة الوعاظ للعامة، وأصحاب الأفاهيم وأصحاب الكراسي، فإن سياستهم تملك العامة ظاهرة وباطنة دون الخاصة ألا ترى أن بكاءهم بعيونهم، وخشوعهم بقلوبهم.
أولاده: محمد، وحمزة.
صفحہ 249