تحف
التحف شرح الزلف
اصناف
وقد كان الدعاء إليه منهم ظاهرا، ,الطلب له قاهرا بإعلان اسمه، وكتاب إمامته على أعلامكم (محمد يا منصور) يعرف ذلك ولا ينكر، ويسمع ولا يجهل، حتى صرفتموها إليكم وهي تخطب عليه، وكفحتموها عنه وهي مقبلة إليه، حين حضرتم وغاب ، وشهدتم إبرامها وناء، رغبة ممن حضر، وعظيم جرأة ممن اعترض، حتى إذا حصلت لكم بدعوتنا، وهدأت عليكم بخطبتنا، وقرت لكم بسببنا، قالت لكم إجرامكم إلينا، وجنايتكم علينا: إنها لا توطأ لكم إلا بإبادة خضرائنا، ولا تطمئن لكم دون استئصالنا، فأغري بنا جدك المتفرعن فقتلنا لاحقا بأثره فينا عند المسلمين، لؤم مقدرة، وضراعة مملكه، حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر قبل بلوغ شفاء قلبه من فنائنا، وهيهات أ، يدرك الناس ذلك، ولله فينا خبية لا بد من إظهارها، وإرادة لا بد من بلوغها.
فالويل لكم فكم من عين طالما غمضت عن محارم الله، وسهرت متهجدة لله، وبكت في ظلم الليل خوفا من الله، قد أسحها بالعبرات باكية، وسمرها بالمسامير المحماة، فألصقها بالجدران المرصوفة قائمة، وكم من غرة وجه طالما ناجى الله مجتهدا ، وعنى لله متخشعا مشوها بالعمد، مظلوما مقتولا ممثولا به معنوفا، وبالله أن لو لم يلق الله إلا بقتل النفس الزكية أخي محمد بن عبدالله رحمه الله تعالى للقيه بإثم عظيم، وخطب كبير، فكيف وقد قتل قبله النفس التقية - أي عبدالله بن الحسن - وإخوته وبنو أخيه، ومنعهم روح الحياة في مطابقه، وحال بينهم وبين خروج النفس في مطاميره، لا يعرفون الليل من النهار، ولا مواقيت الصلاة إلا بقراءة أجزاء القرآن تجزيه، لما غابوا في آناء الليل والنهار حتى الشتاء والصيف حال أوقات الصلاة، قرما منه إلى قتلهم، وقطعا منه لأرحامهم، وترة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم.
صفحہ 125