يرفرف فوق أعلام الأمراء لها علم،
وإلا فاسألوا النسر ذا الجناح المتين،
لماذا يحلق صوب السماء ويسبق كل الطيور.
وقال المحدث وهو شارح الأقوال الغامضة: «النسر شارة سيدنا النبيل الأرشدوق - عفوا! إنما ينبغي أن أقول صاحب الجلالة الملكية الأرشدوق - والنسر يحلق فيعلو ويصبح إلى الشمس أدنى من كل طائر مريش.»
فقال كنراد غير مكترث: «ولكن الليث قد قفز فوق النسر.»
فاحمر الأرشدوق، وحدق ببصره في المتكلم، وقد أجابه المحدث بعد ما تروى دقيقة وقال: «ليأذن لي سيدي المركيز أن أقول إن الأسد لا يستطيع أن يحلق فوق النسر، إذ ليس لأسد جناح.»
فأجاب المهرج: «إلا أسد القديس مرقص.»
وقال الدوق: «هذا علم البندقية، ولكن لا ريب أن هذا القبيل المختلط، نصف من الأشراف ونصف من التجار، لا يجرؤ على الموازنة بين مرتبته ومرتبتنا.»
فأجاب مركيز منتسرا وقال: «كلا وما عن ليث البندقية تحدثت، وإنما عن ليوث إنجلترا الثلاثة التي تتطلع ذات اليمين. وقد قيل إنها قديما كانت نمورا، ولكنها صارت اليوم أسدا من كل وجه، وينبغي أن تسبق الوحش والطير والأسماك وإلا فالويل لمن يقترب منها.»
فقال النمساوي وقد أصبح شديد الحمرة من فعل النبيذ: «هل أنت في هذا جاد يا سيدي؟ وهل تظن أن رتشارد ملك إنجلترا يزعم لنفسه فضلا على الملوك الأحرار الذين تحالفوا معه طوعا في هذه الحروب الصليبية؟»
نامعلوم صفحہ