199

ولئن عانت من قبلي عقوبة أو عذلا،

فثق أني لأنجينها من العناء والعار،

ولن تأبه بالإمارة أو ريعها إلا قليلا،

فلسوف أنادين بها في إنجلترا أميرة كنت!»

فسرت بين الحاضرين دمدمة الاستحسان، متابعين في ذلك رتشارد نفسه الذي أخذ يكيل لمنشده المحبوب الثناء كيلا، واختتم بتقديم خاتم عظيم القيمة إليه، وسارعت الملكة إلى التعطف على هذا المغني العزيز بسوار نفيس، وتبع كثير من النبلاء الحاضرين هذه السابقة الملكية.

وقال الملك: «هل باتت ابنة عمنا أديث لا تستسيغ نغم القيثار الذي عشقته يوما؟»

فأجابت أديث قائلة: «إنها تشكر بلندل على أغنيته، وتضاعف الشكر لرقة قريبها الذي أشار إليها.»

وقال الملك: «إنك لغاضبة يا ابنة عمي، غاضبة لأنك سمعت بامرأة أشد منك عنادا، ولكنك لن تفلتي مني، سوف أسير معك بضع خطوات نحو مبيتك من سرادق الملكة؛ ينبغي أن نتشاور معا قبل أن يشحب ظلام الليل ويسطع نور النهار.»

وكانت الملكة ووصيفاتها إذ ذاك قد نهضن على أقدامهن، وانسحب الضيوف الآخرون من فسطاط الملك، وكان ينتظر برنجاريا خارج السرادق رتل من الناس يحملون المشاعل الوهاجة، وحرس من رماة السهام، وسرعان ما كانت في طريقها إلى بيتها. وسار رتشارد إلى جوار قريبته كما اقترح وأكرهها على أن تقبل ذراعه متكأ لها حتى يستطيعا أن يتحادثا دون أن يسمعهما أحد.

وقال رتشارد: «أي جواب إذن أرد به على السلطان النبيل؟ إن الملوك والأمراء ينصرفون عني يا أديث, وهذا النزاع الجديد قد باعدهم عني ثانية، إني قد أستطيع أن أقوم ببعض الواجب نحو القبر المقدس بالاتفاق إن لم يكن بالظفر، وتتوقف - واحسرتاه! - فرصة قيامي بهذا على امرأة. والله لخير لي أن أنازل بحربة واحدة عشرة من خيرة الرماحين في العالم المسيحي من أن أجادل امرأة عنيدة لا تعرف صالح نفسها. أي جواب يا ابنة العم أرد به على السلطان؟ ينبغي أن يكون الجواب حاسما.»

نامعلوم صفحہ