هذا أمر يتطلب من الشمس والمشتري وساطة الكواكب،
ولكن هذين النجمين العاليين
بأنفيهما شامخان، وفي الخيال سابحان،
وما أكثر ما يكلفاننا
حتى ينصرفا عن فلكيهما،
وينزلا لرعاية الأحياء.
البومازار
سار الناسك خلف النسوة من سرادق رتشارد، يتبعهن كما يتبع الطفل شعاعا من الضياء حينما تنطلق السحب على وجه الشمس. ولما بلغن الباب أدار وجهه ورفع يده نحو الملك يحذره، ووقف وقفة التهديد والوعيد وهو يقول: «الويل لمن ينبذ مشورة الكنيسة وينصرف إلى «ديوان» الكفرة الدنس! أيها الملك رتشارد، إني لما أنفض التراب عن قدمي وأفصل عن مقامك - والسيف لما يهو - وإنما هو معلق بشعرة. أيها الملك الغطريس، سوف نلتقي ثانية.»
فرد عليه رتشارد وقال: «ليكن ذلك أيها القس الغطريس، وأنت في جلد الماعز أشد صلفا من الأمراء في لباس الكتان الأرجواني الرقيق.»
ثم اختفى الناسك عن الفسطاط، وأردف الملك موجها خطابه للعربي وقال: «هل للدراويش في الشرق أيها الطبيب الحكيم مثل هذه الألفة مع الأمراء؟»
نامعلوم صفحہ