تفسير التبيان ج1
ويولدونهم وبقاسمونهم الفئ فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز كما سلب صاحب النار ضوءه وتركهم في عذاب وهو أحسن الوجوه وقال أبومسلم: معناه أنه لا نور لهم في الآخرة وإن ما أظهروه في الدنيا يضمحل سريعا كاضمحلال هذه اللمعة وحال من يقع في الظلمة بعد الضياء اشقى في الحيرة فكذلك حال المنافقين في حيرتهم بعد اهتدائهم ويزيد استضرارهم على استضرار من طفئت ناره بسوء العاقبة.
وروي عن ابن مسعود وغيره أن ذلك في قوم كانوا اظهروا الاسلام ثم أظهروا النفاق فكان النور الايمان والظلمة نفاقهم وقيل فيها وجوه تقارب ما قلناه وتقدر بعد قوله: (فلما اضاءت ما حوله) (انطفأت) لدلالة الكلام عليها كما قال ابوذؤيب الهذلي:
دعاني اليها القلب إني لامره
مطيع فما ادري ارشد طلابها؟(1)
وتقديره ارشد طلابها ام غي؟ وقال الفراء يقال ضاء القمر يضوء واضاء يضئ لغتان وهو الضوء والضوء - بفتح الضاد وضمها - وقد اظلم الليل وظلم - بفتح الظاء وكسر اللام - وظلمات على وزن غرفات وحجرات وخطوات فاهل الحجاز وبنو اسد يثقلون وتميم وبعض قيس يخففون والكسائي يثم الهاء الرفع بعد نصب اللام في قوله (حوله) و(نجمع عظامه) في حال الوقف الباقون لا يشمون وهو احسن.
قوله تعالى: صم بكم عمي فهم لا يرجعون(18)
آية بلا خلاف
التفسير واللغة: قال قتادة " صم " لا يسمعون الحق " بكم لا ينطقون به " عمي "
---
(1) وفي ديوان الهذليين: 71 " عصاني اليها القلب " والروايتان صحيحتان تفسير التبيان ج1
صفحہ 87