تبیان
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
تفسير التبيان ج1
والفضلى قال الله تعالى: " للذين احسنوا الحسنى "(1) وروي عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر " ع " وعن عطا انهما قالا: وقولوا للناس حسنا للناس كلهم.
وعن الربيع بن انس قولوا للناس حسنا: أي معروفا.
وعن ابن الحنفية انه قال: " هل جزاء الاحسان إلا الاحسان " هي مسجلة للبر والفاجر.
يريد بمسجلها انها مرسلة.
ومنهم من قال: امروا بان يقولوا لبنى اسرائيل حسنا.
قال ابن عباس يأمرون بألا اله الا الله، من لم يقبلها ويرغب عنها حتى يقولها: كما قالوها.
فان ذلك قربة لهم من الله قال: والحسن ايضا من لين القول - من الادب الحسن الجميل - والخلق الكريم وهو مما ارتضاه (2) الله تعالى واحبه.
وقال ابن جريج: قولوا للناس حسنا: أي صدقا في شأن محمد " ص " وقال سفيان الثوري: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر وقوله: " واقيموا الصلاة " ادوا بحدودها الواجبة عليكم. " وآتوا الزكاة " معناه واعطوها اهلها كما اوجبها عليكم. والزكوة: التي فرضها الله على بنى اسرائيل.
قال ابن عباس: كان فرض في اموالهم قربانا تهبط اليه نار فتحملها. وكان ذلك تقبله. ومن لم تفعل النار به ذلك، كان غير متقبل.
وروي عنه أيضا ان المعني به طاعة الله والاخلاص.
وقوله: " ثم توليتم إلا قليلا منكم وانتم معرضون " خبر من الله تعالى عن يهود بني اسرائيل انهم نكثوا عهده، ونقضوا ميثاقه بعد ما اخذ ميثاقهم على الوفاء له، بان لا يعبدوا غيره، وبان يحسنوا إلى الآباء والامهات، ويصلوا الارحام، ويتعطفوا على الايتام، ويردوا حقوق المساكين، ويأمروا عباد الله بما امرهم به، ويقيموا الصلاة بحدودها، ويؤتوا زكاة اموالهم، فخالفوا امره في ذلك كله، وتولوا عنه معرضين إلا من عصمه الله منهم، فوفى لله بعهده، وميثاقه. ووصف هؤلاء بأنهم قليل بالاضافة إلى من لم يؤمن.
وقال بعضهم: أراد " ثم توليتم إلا قليلا منكم، وانتم معرضون ": اليهود الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله. وعنى
---
(1) سورة يونس: آية 26.
(2) في المطبوعة " ارتضا " بدون الهاء.
صفحہ 327