295

تبیان

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

اصناف

تفسیر

تفسير التبيان ج1

قوله تعالى: قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه

يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين(69)

آية بلا خلاف.

الاعراب: لونها: رفع لان ما ليست زائدة، بل هي بمعنى أي: كأنهم قالوا: أي شئ لونها؟ وقوله: " يبين ": جزم لانه جواب الامر بغير ياء.

ومعنى الآية: أن قوم موسى قالوا: ياموسى أدع لنا ربك يبين لنا ما لون البقرة التي امرنا بذبحها.

واما قوله: " صفراء " قال الحسن المراد به: سوداء شديدة السواد.

تقول العرب: ناقة صفراء أي سوداء.

قال الشاعر:

تلك خيلي منه وتلك ركابي

هن صفر ألوانها كالزبيب(1)

يعني ركابي هن سود.

غير أن هذا - وان وصفت به الابل، فليس مما توصف به البقر. مع ان العرب لا تصف السواد بالفقوع. وانما تصفه بالشدة وبالحلوكة ونحوها.

تقول: اسود حالك وحائك وحنكوك وغربيب ودجوجي، ولا تقول: فاقع.

وقال أكثر المفسرين: إنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة وهذا الصحيح، لانه الظاهر، ولانه قال: " فاقع لونها " وهو الصافي ولا يوصف السواد بذلك - على ما بيناه - فاما ما ابيض فيؤكدونه بأنه ناصع، واخضر ناضر واصفر فاقع.

وقال سعيد بن جبير: المعنى في الآية: بقرة صفراء القرن والظلف.

وقال مجاهد: صفراء اللون كله: وهو الظاهر لانه قال: فاقع لونها. فوصف جميع اللون بذلك.

وقال ابن عباس: أراد بذلك صفراء شديدة الصفرة.

---

(1) للاعشى الكبير.

اللسان: " صفر " وروايته " اولادها " بدل " الوانها ".

الركاب: الابل التي يسار عليها. والزبيب من العنب معروف.

صفحہ 294