تفسير التبيان ج1
قوله تعالى: قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه
يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين(69)
آية بلا خلاف.
الاعراب: لونها: رفع لان ما ليست زائدة، بل هي بمعنى أي: كأنهم قالوا: أي شئ لونها؟ وقوله: " يبين ": جزم لانه جواب الامر بغير ياء.
ومعنى الآية: أن قوم موسى قالوا: ياموسى أدع لنا ربك يبين لنا ما لون البقرة التي امرنا بذبحها.
واما قوله: " صفراء " قال الحسن المراد به: سوداء شديدة السواد.
تقول العرب: ناقة صفراء أي سوداء.
قال الشاعر:
تلك خيلي منه وتلك ركابي
هن صفر ألوانها كالزبيب(1)
يعني ركابي هن سود.
غير أن هذا - وان وصفت به الابل، فليس مما توصف به البقر. مع ان العرب لا تصف السواد بالفقوع. وانما تصفه بالشدة وبالحلوكة ونحوها.
تقول: اسود حالك وحائك وحنكوك وغربيب ودجوجي، ولا تقول: فاقع.
وقال أكثر المفسرين: إنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة وهذا الصحيح، لانه الظاهر، ولانه قال: " فاقع لونها " وهو الصافي ولا يوصف السواد بذلك - على ما بيناه - فاما ما ابيض فيؤكدونه بأنه ناصع، واخضر ناضر واصفر فاقع.
وقال سعيد بن جبير: المعنى في الآية: بقرة صفراء القرن والظلف.
وقال مجاهد: صفراء اللون كله: وهو الظاهر لانه قال: فاقع لونها. فوصف جميع اللون بذلك.
وقال ابن عباس: أراد بذلك صفراء شديدة الصفرة.
---
(1) للاعشى الكبير.
اللسان: " صفر " وروايته " اولادها " بدل " الوانها ".
الركاب: الابل التي يسار عليها. والزبيب من العنب معروف.
صفحہ 294