282

تبیان

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

اصناف

تفسیر

تفسير التبيان ج1

ومنهم من قال: هو راجع إلى الكل ويكون رجوعه على الذين آمنوا على وجه الثبات على الايمان والاستدامة، وترك التبديل والاستبدال به. وفى الدين هادوا والنصارى والصابئين: استئناف ايمان بالنبي " ص " وما جاء به.

وقوله: " من آمن بالله " فوحد الفعل ثم قال فلهم اجرهم، لان لفظة (من) وان كانت واحدة، فمعناها يكون للواحد والجمع والانثى والذكر. فان ذهب إلى اللفظ وحد. وان ذهب إلى المعنى جمع كما قال: " ومنهم من ينظر اليك افأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون "(1) فجمع مرة مع الفعل لمعناه ووحد اخرى على اللفظ.

قال الشاعر:

ألما بسلمى عنكما إن عرضتما

وقولا لها: عوجي على من تخلفوا(2)

فجمع الفعل لانه جعل من بمنزلة الذين وربما كان لاثنين وهو ابعد وما جاء فيه.

قال الفرزدق:

تعال فان عاهدتني لا تحونني

نكن مثل من ياذئب يصطحبان(3)

قوله: " من آمن بالله واليوم الآخر "

النزول: قال السدي: نزلت في سلمان الفارسي واصحابه النصارى الذين كان قد تنصر على ايديهم قبل مبعث رسول الله " ص ". وكانوا قد أخبروه بأنه سيبعث، وانهم يؤمنون به إن أدركوه.

وروي عن ابن عباس: أنها منسوخة بقوله تعالى: " ومن يبتغ غير الاسلام دينا، فلن يقبل منه "(4).

وهذا بعيد، لان النسخ لا يجوز أن يدخل في الخبر الذي يتضمن الوعيد. وانما يجوز دخوله فيما طريقه الاحكام الشرعية التي يجوز تغييرها

---

(1) سورة يونس آية: 43.

(2) ديوان امرئ القيس. ومنهم من نسبه لرجل من كندة. في المخطوطة والمطبوعة (عظيما) بدل (عرضتما).

(3) ديوانه. الكامل 1. 216 من قصيدة قالها عندما اسنتضافه الذئب فأقراه في المخطوطة والمطبوعة " تعيش " بدل " تعال " وفي بعض المصادر الاخرى " تعشى ".

(4) سورة آل عمران آية: 85.

صفحہ 281