255

تبیان

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

اصناف

تفسیر

تفسير التبيان ج1

قوله تعالى: وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى

كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون(57)

آية بلا خلاف.

قوله: " وظللنا " عطف على قوله " ثم بعثناكم من بعد موتكم " وكأن التقدير ثم بعثناكم من بعد موتكم وظللنا عليكم الغمام. والظلمة والغمامة والسترة نظائر في اللغة.

تقول: ظل يظل ظلولا.

واظل اظلالا. واستظل واستظلالا. وتظلل تظللا. وظلله تظليلا.

قال صاحب العين: تقول ظل نهاره فلان صائما.

ولاتقول العرب: ظل إلا لكل عمل بالنهار. كما لا تقول: بات إلا بالليل. وربما جاءت ظل في اشعارهم نادرا.

ومن العرب من يحذف لام ظللت، ونحوها فاما اهل الحجاز فيكسرون الظاء على كسر اللام التي القيت فيقولون: ظللنا وظللتم.

كما قال تعالى " فظللتم تفكهون "(1) والمصدر: الظلول. فالامر فيه اظلل والظل ضد القبح ونقيضه.

ويقال لسواد الليل، فيسمى ظلا. وجمعه ظلال.

قال الله تعالى: " الم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا "(2) يعني الليل.

والظل في كلام العرب هو الليل.

وتقول اظلتني هذه الشجرة اظلالا.

والمكان الظليل: الدائم الظل. وقد دامت ظلاله.

والظلة كهيئة الصفة، وقوله: " عذاب يوم الظلة "(3) يقال هو عذاب يوم الصفة. والظلة البرطلة.

والاظلال: الدنو يقول قد اظلك فلان اي كأنه القى عليك ظله من قربه.

وتقول لا تجاوز ظل ظلك وملاعب ظله: طائر يسمى بذلك.

والاظل: باطن منسم البعير وجمعه اظلال قال الشاعر: يشكو الوجى من اظلل واظلل

---

(1) سورة الواقعة آية: 65.

(2) سورة الفرقان آية: 45.

(3) سورة الشعراء آية: 189.

صفحہ 254