تفسير التبيان ج1
و" أصحاب النار " هم الملازمون لها كما تقول: أصحاب الصحراء يعني القاطنين فيها، الملازمين لها والخلود معرب من العرف، يدل على الدوام لانهم يقولون: ليست الدنيا دار خلود، وأهل الجنة مخلدون يريدون الدوام فأما في أصل الوضع، فانه موضوع لطول الحبس فان قيل: لم دخلت الفاء في قوله: " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فاولئك لهم عذاب مهين " في سورة الحج ولم يقل ههنا في قوله: " أولئك أصحاب النار "؟ قيل: لان ما دخلت فيه الفاء من خبر (الذي وأخواته) مشبه بالجزاء ومالم يكن فيه فاء، فهو على أصل الخبر وإذا قلت: مالي، فهو لك، جاز على وجه، ولم يجز على وجه فان أردت أن معنى (ما) الذي، فهو جائز وإن أردت أن مالي تريد به المال، ثم تضيفه إليك، كقولك: غلامي لك، لم يجز، كما لم يجز، غلامي، فهو لك.
الاعراب: وموضع(1) أولئك: يحتمل ثلاثة أشياء: أحدها - أن يكون بدلا من الذين، أو يكون عطف بيان، وأصحاب النار: بيان عن أولئك، مجراه(2) مجرى الوصف والخبر، هم فيها خالدون والثاني - أن يكون ابتداء وخبرا في موضع الخبر الاول والثالث - أن يكون على خبرين بمنزلة خبر واحد، كقولهم: حلو(3)، حامض
---
(1) في المخطوطة (ووضع).
(2) في المخطوطة (فأجراه).
(3) في المخطوطة (كقولهم: حلو وحامض) وفي المطبوعة (كقوله حلو وحامض).
صفحہ 177