تفسير التبيان ج1
في تفاسيرنا، ثم اختلف من قال: إنه كان منهم: فمنهم من قال: إنه كان خازنا على الجنان، ومنهم من قال: كان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الارض، ومنهم من قال: إنه كان يسوس ما بين السماء إلى الارض وقال الحسن البصري وقتادة في رواية ابن زبد والبلخي والرماني وغيره من المتأخرين: انه لم يكن من الملائكة وان الاستثناء في الآية استثناء منقطع كقوله تعالى: (ما لهم به من علم الا اتباع الظن)(1) قوله: (فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا)(2) كقوله: (لا عاصم اليوم من الامر الله الا من رحم)(3).
كقول الشاعر - وهو النابغة
وقفت فيها اصيلا كي اسائلها
اعيت جوابا وما بالربع من احد
إلا الاواري لايا ما ابينها
والئوي كالحوض بالمظلومة الجلد(4)
انشد سيبويه:
والحرب لا يبقى لجاحمها التخيل والمراح
إلا الفتى الصبار في النجدات والفرس الوقاح(5)
وقال آخر:
وبلدة ليس بها انيس
إلا اليعافير وإلا العيس(6)
واستدل الرماني على أنه لم يكن من الملائكة باشياء: منها - قوله: " لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " فنفى عنهم المعصية نفيا عاما والثاني - انه قال: " إلا إبليس كان من الجن " ومتى اطلق لفظ الجن لم
---
(1) سورة النساء: آية 156.
(2) سورة يس: آية 43 و44.
(3) سورة هود: آية 43.
(4) مر القول في هذا البيت وايضا في المطبوعة " لا اسائلها ".
(5) جحم - من الحرب - معظمها وشدة القتل في معركتها - القاموس - الوقاح: الحافر الصلب - القاموس.
(6) اليعافير: ج يعفور وهو الظبي العيس: الابل البيض يخالط بياضها شقرة وهو اعيس وهي عيساء.
صفحہ 149