43

تبیان فی اعراب قرآن

التبيان في إعراب القرآن

تحقیق کنندہ

علي محمد البجاوي

ناشر

عيسى البابي الحلبي وشركاه

وَلَوْ قِيلَ: إِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الشَّجَرُ، فَلَا يَكُونُ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ لَكَانَ وَجْهًا. (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا. . .): إِلَى قَوْلِهِ (مِنْ قَبْلُ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، تَقْدِيرُهُ: مَرْزُوقِينَ عَلَى الدَّوَامِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْجَنَّاتِ ; لِأَنَّهَا قَدْ وُصِفَتْ وَفِي الْجُمْلَةِ ضَمِيرٌ يَعُودُ إِلَيْهَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: مِنْهَا (رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ): أَيْ رُزِقْنَا، فَحُذِفَ الْعَائِدُ. وَبُنِيَتْ قَبْلُ لِقَطْعِهَا عَنِ الْإِضَافَةِ ; لِأَنَّ التَّقْدِيرَ مِنْ قَبْلِ هَذَا. (وَأُتُوا بِهِ): يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، وَقَدْ مَعَهُ مُرَادَةٌ تَقْدِيرُهُ قَالُوا ذَلِكَ وَقَدْ أَتَوْا بِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا. وَ(مُتَشَابِهًا): حَالٌ مِنَ الْهَاءِ فِي بِهِ. (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ): أَزْوَاجٌ مُبْتَدَأٌ، وَلَهُمُ الْخَبَرُ وَفِيهَا ظَرْفٌ لِلِاسْتِقْرَارِ، وَلَا يَكُونُ فِيهَا الْخَبَرُ ; لِأَنَّ الْفَائِدَةَ تَقِلُّ إِذِ الْفَائِدَةُ فِي جَعْلِ الْأَزْوَاجِ لَهُمْ، وَ(فِيهَا الثَّانِيَةُ تَتَعَلَّقُ بِـ «خَالِدُونَ» . وَهَاتَانِ الْجُمْلَتَانِ مُسْتَأْنَفَتَانِ. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الثَّانِيَةُ حَالًا مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ فِي لَهُمْ، وَالْعَامِلُ فِيهَا مَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ. قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (٢٦» قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا يَسْتَحْيِي): وَزْنُهُ يَسْتَفْعِلُ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْهُ فِعْلٌ بِغَيْرِ السِّينِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ الِاسْتِدْعَاءُ، وَعَيْنُهُ وَلَامُهُ يَاءَانِ، وَأَصْلُهُ الْحَيَاءُ، وَهَمْزَةُ الْحَيَاءِ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ.

1 / 42