باب قمع الهوى، ويتصور تلك الجمل والجوامع والأصول لئلا يحتاج إلى إعادة ذكرها وتكريرها، ولا سيما قولنا إن الإدمان والمثابرة على اللذات يسقط الالتذاذ بها ويجعلها بمنزلة الشيء الاضطراري في بقاء الحياة، فإن هذا المعنى يكاد أن يكون في لذة السكر أوكد منه في سائر اللذات. وذلك أن السكير يصير بحالة لا يرى العيش إلا مع السكر، وتكون حالة صحوة عنده كحالة من قد لزمته هموم اضطرارية. وأيضا فإن ضراوة السكر ليست بدون ضراوة الشره بل أكثر منه كثيرا، وبحسب ذلك ينبغي أن تكون سرعة تلاحقه وشدة الزم والمنع منه. وقد يحتاج إلى الشراب ضرورة في دفع الهم وفي المواضع التي يحتاج فيها إلى فضل من الانبساط ومن الجرأة والإقدام والتهور ، وينبغي أن يحذر ولا يقرب البتة في المواضع التي يحتاج فيها إلى فضل فكر وتبين وتثبت
الفصل الخامس عشر في الجماع
إن هذا أيضا أحد العوارض الرديئة التي يدعو إليها ويحمل عليها الهوى
صفحہ 74