إليه وتحرص على الكون فيه لم تبرح مكانها ولم تزل متعلقة بشيء منه، ولم تزل - لتداول الكون والفساد للجسد الذي هي فيه - في آلام متصلة مترادفة وهموم جمة مؤذية. فهذه جملة من رأي فلاطن ومن قبله سقراط المتخلي المتأله. وبعد فما من رأي دنيائي قط إلا ويوجب شيئا من زم الهوى والشهوات ولا يطلق إهمالها وإمراجها، فزم الهوى وردعه واجب في كل رأي وعند كل عاقل وفي كل دين. فليلاحظ العاقل هذه المعاني بعين عقله ويجعلها من همه وباله. وإن هو لم يكتسب من هذا الكتاب أعلى الرتب والمنازل في هذا الباب فلا أقل من أن يتعلق ولو بأخس المنازل منه، وهو رأي من رأي زم الهوى بمقدار ما لا يجلب
صفحہ 31