203

طب نبوی

الطب النبوي لابن طولون

اصناف

القسط ضربان: أحدهما الأبيض الذي يقال البحري, والآخر الهندي وهو أشدهما جدا, والأبيض ألينهما ومنافعه كثيرة جدا, وهما حاران يابسان في الثالثة, ينشفان البلغم ويقطعان الزكام وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة, ومن بردهما ومن حمى الورد والربع وقطعا وجع الجنب ونفعا من السموم.

قال جالينوس: ينفع من الكزاز وجع الجنبين وتقتل حب القرع.

قال ابن القيم: وقد خفى على جهال الأطباء نفعه من ذات الجنب فأنكروه، ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عن جالينوس نزل منزلة النص -وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب- ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم.

وقد تقدم أن طب الأطباء بالنسبة إلى طب الأنبياء أقل من نسبة طب الطرقية والعجائز إلى طب الأنبياء وإن بين ما يلقى بالتجربة والقياس من الفرق أعظم مما بين القدم والفرق.

وقال الذهبي: قسط - حار يابس في الثانية، ينفع الفالج ويحرك الباه، وهو ترياق لنهش الأفاعي، واشتمامه يحل الزكام ودهنه ينفع وجع الظهر.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط - أخرجه البخاري.

وفي جمعه صلى الله عليه وسلم بين الحجامة والقسط سر لطيف، وهو أنه إذا طلي به شرط الحجامة لم يتخلق في الجلد أثر المشاريط، وهذا من غرائب الطب، فإن هذه الآثار إذا بقيت في الجلد قد يتوهم من يراها أنها برص أو بهق، والطباع تنفر من مثل هذه الآثار فحيث علم ذلك ذكر مع الحجامة ما يؤمن معه ذلك والقسط هو العود الهندي، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه.

صفحہ 217