قال: ويجب في الاستفراغ مراعاة العادة فمن يعتد الاستفراغ لا يهجم على استفراغ بدواء، قال: وقد يعاف عن الاستفراغ فيستدل عنه بالصوم والنوم - انتهى.
قال الموفق في شرح حديث أم المنذر: في هذا الحديث الأمر بالحمية وأن الناقه ينبغي أن يتحفظ على نفسه ولا يمزجها مزاج الأصحاب، والناقه هو الذي قلص من المرض ولم يحصل له بعد صحة تامة وأعضاؤه ضعيفة، وكذلك أفعال أعضائه وهي سهلة القبول للآفات، والعنب وأكثر الفواكه ما ينبغي أن يحتمي عنه الناقه لقلة غذائها وكثرة فضلاتها وشدة مجاهدة القوة لها، وأيضا فإن الناقه يفتقر إلى ما يزيد في جواهر أعضائه ويكون مع ذلك سريع النفوذ سريع الإجابة بفعل الطبيعة بطيء الاستحالة إلى الفساد كالسلق والشعير مطبوخين.
وقال ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم: الحمية مدار الطب عليها، وأنفع ما يكون للناقه من المرض، فإن طبيعته لم ترجع بعد إلى قوتها، والقوة الهاضمة ضعيفة، والطبيعة قابلة والأعضاء مستعدة؛ فتخلطيه يوجب انتكاسها وهو أصعب من ابتداء مرضه.
صفحہ 125