حرف الحاء
حبة سوداء: وهو الشونيز، قاله البخاري. حار يابسة في الثانية، وقيل: في الثالثة.
أبو هريرة مرفوعا: (عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت) رواه خ وم.
الحبة السوداء: بالعربية هي الشونيز بالفارسية. ونقل الجرمي عن الحسن أنها الخردل. ونقل الهروي أنها ثمرة البطم وليس بشيء.
قال عبد اللطيف: الشونيز هو الكمون السود ويسمى الكمون الهندي. ومنافعها جمة، ولذلك شاع إطلاق أنها شفاء من كل داء، فيكون إطلاق كل ويراد به الأكثر مبالغة. قال الله تعالى: {وأوتيت من كل شيء}.
ويجوز أن يكون لهذا الدواء هذه الصلاحية، وهو في علم الله تعالى وفي علم رسوله كذلك، وامتنع علم ذلك لنا. وإخباره صلى الله عليه وسلم بذلك هو مثل إخباره أنه (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر).
ومن إخباره بأن في أحد جناحي الذباب داء وفي الآخر شفاء، ومثل هذا كثير. وهذا الإخبار من معجزاته صلى الله عليه وسلم .
فالشونيز نافع من جميع الأمراض الباردة الرطبة، وينفع من الحارة مع غيره ليسرع تنفيذها، وهذا مثل تركيب الأطباء للزعفران في قرص الكافور.
صفحہ 131