قال: فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي، فقلت له: يرحمك الله، صف لي دواء الذنوب، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إن وصفت لك الدواء تهمم به وافهمه عني؟ قلت: نعم، إن شاء الله تعالى. قال: خذ عروق الفقر مع ورق الصبر، مع هليلج التواضع، مع بليلج الخشوع، وهندي الخضوع، وبسفانج النقاء، ورواند الصفاء، وغاريقون الوفاء، ثم ألقه في طنجير العصمة، وأوقد تحته نار المحبة حتى يرغى زبد الحكمة، فإذا أزبد الحكمة صفه بمنخل الذكر، ثم صبه في جام الرضا، وروحه بمروحة الحمد حتى يبرد، فإذا برد فأشربه، ثم تمضمض بعده بالورع، فإنك لن تعود على معصية أبدا. إن من عد غدا من أجله، وتمادى جاهلا في أمله، لم يقدم صالحا من عمله. فعالج قلبك بهذه الأدوية كما تعالج جسدك بتلك الأدوية، تفز بالعافية التامة الكاملة في الدنيا والآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العظيم].
فصل جامع في فضل الأمراض وعيادة المريض وغير ذلك
المرض هو أقوى الأسباب في توبة العبد وصدقه، وتكفير ذنوبه، وعلو درجته.
يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتاني القبر، وغدي وريح عليه برزقه من الجنة) رواه ق.
وعن أبي هريرة وأبي سعيد: قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه وحتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه) خ م.
صفحہ 288