172

کتاب ارسطوطالیس فی معرفت طباع الحیوان

كتاب أرسطوطاليس في معرفت طباع الحياوان

اصناف

وهو بين أن أصناف السمك تحس بما تذوق، لأن كثيرا منها يستحب شيئا معروفا من الطعم والرعى، وبه يصاد، 〈ولهذا يفضل الطعم المصنوع من التونة thon أو من السمك السمين، مما يدل على أنه يحس بما يذوق من الطعوم التى من هذا النوع〉. — وليس لشىء من أصناف السمك آلة بينة لحس السمع ولا لحس المشمة. فأما ما يظن كثير من الناس أن لها آلة حس المشمة من قبيل سبيل المنخر، فليس شىء من تلك السبل يصل إلى الدماغ، بل بعضها سبل تخفى، وبعضها يصل إلى العضو الذى يسمى الآذان (= الخياشيم). وهو بين أن أجناس الحيتان تشم وتسمع من قبل أنا نعاينها تهرب من الأصوات والدوى العظيم وحركة مجاديف السفن؛ ولذلك تصاد فى أعشبها بأيسر المؤونة، وإن كان الدوى الذى يصيبها من خارج صغيرا ولكن هو يواقع سمعها مثل دوى ثقيل مفزع عظيم. وذلك يعرض لجميع أصناف السمك، وهو بين من قبل صيد الدلافين: فإن الصيادين إذا هموا بصيدها يحيطون بها ويضربون بأعواد ضربا متتابعا؛ فإذا سمعت دوى ذلك الصوت، تهرب إلى الأرض فزعا من ذلك الدوى وتصاد بأيسر المؤونة كأنها خدرة من ثقل رءوسها. وليس للدلافين آلة حس السمع بينة ألبتة. وإذا أراد الملاحون صيد شىء من أصناف السمك يلزمون السكون ويتوقون حركة المجاذيف والشباك وغير ذلك من آلتهم. وإذا علموا فى مكان من الأماكن حيتانا كثيرة، يرقبون بعد المكان منها، وبقدر ذلك يرخون الشراع وينزلونه لكيما يكون سير السفينة شديدا فتسمع تلك الحيتان سيرها وتهرب؛ وهم يأمرون أيضا جميع الملاحين بالسكوت حتى يحيطون بما يريدون من صيدها. وربما أرادوا اجتماع صنف من أصناف السمك إلى مكان واحد ففعلوا مثل الفعل الذى يفعلون فى صيد الدلافين، لأنهم يضربون الحجارة [١٠٢] بعضها ببعض، لكيما يفزع السمك ويجتمع إلى مكان واحد ويصاد بتلك الشباك. فهم يمنعون الحركة قبل أن يحيطوا بها، فإذا أحاطوا بها صاحوا وطبلوا، لأنها إذا سمعت ذلك الصياح والجلبة، هربت ووقعت فى داخل الشباك، لحال الفزع، وأيضا إذا عاين الصيادون صنفا من أصناف السمك كثيرا يرعى فى أوان الصحو وسكون الريح ويطفو على وجه الماء: فإذا أرادوا أن يعرفوا عظم ذلك السمك وجنسها إن هم ساروا سيرا يسيرا رقيقا رويدا بغير حركة وصياح — أدركوا ذلك السمك وهو يطفو على الماء. وإن جلبوا وصاحوا، هرب ذلك السمك ولم يدركوا منه شيئا. وفى الأنهار صنف من أصناف السمك معروف 〈يسمى أحيانا باسم قطس κοττοσ〉 أو κοιτοσ أو βοιτοσ يأوى فى الصخور، فإذا أراد الصيادون صيد ذلك السمك ضربوا تلك الصخور بالحجارة. فإذا سمع ذلك السمك ذلك الصوت، يتدافع من تلك الصخور وكأنه متصدع من ذلك الدوى والصوت ويصاد عاجلا.

صفحہ 185