وحين جاء يسري بدأته أمه: ماذا يا يسري؟! - ماذا يا نينا؟! - ما معنى مقاطعتك لبيت عمك عزت؟ - لا شيء. - لا بد من شيء. يا ابني منذ مات أبوك لم نجد أحدا مثل عزت باشا، وقف إلى جانبنا في أيام الشدة، وما من طلب طلبناه منه إلا سارع ينفذه، فهل أقل من أن نزوره ونسأل عنه؟
وقال يسري في بوادر غضب: أنا لا أعرف لأحد فضلا علينا.
وضاق خيري بهذه الإجابة ولكنه كظم ضيقه، وقالت الأم: أبدا؟
وقال يسري في إصرار: أبدا.
وقال خيري: يا أخي لا تنس فضل الله على الأقل.
وقال يسري في ثورة: ولا الله.
وهبت الأم قائلة: ماذا؟ ماذا قلت؟
وقال خيري: لا تخافي يا نينا، لا تخافي، إنها موجة في هذه الأيام، ولكنها كلام لا يدل على ما في القلب.
وقالت الأم: إنه كافر يا خيري، كافر!
وسكت يسري مأخوذا من ثورتها، وقال خيري محاولا أن يهدئ أمه: أبدا يا نينا، أبدا، إنه لا يقصد.
نامعلوم صفحہ