پھر سورج طلوع ہوا

ثروت اباظہ d. 1423 AH
110

پھر سورج طلوع ہوا

ثم تشرق الشمس

اصناف

وقال ممثل النيابة للكاتب دون أن ينظر إلى يسري: أعطه المحضر ليطلع عليه.

وقرأ الاتهام صريحا واضحا، بل قرأ سؤال النيابة للدكتور حامد: «هل تشك في ذمة سكرتير الشركة؟» وقرأ إجابته: «لم أكن أشك فيها ولكنني بعد أن تبينت الآن ما كان في هذه الصفقات من تلاعب أصبحت على يقين أن ذمته تقبل أي شيء.»

وأعاد يسري الأوراق للكاتب مفجوعا حريصا ألا ينظر إلى حامد ثانية، مجاهدا نفسه ألا تتحول عيناه إلى حيث يجلس. أطرق يسري وسكت، إذن فهذه هي الحياة التي يعرفها الدكتور حامد ولا يعرف غيرها، النجاح عن أي طريق، والكسب من أي سبيل، فإن اعترض طريقه عارض فيده إلى أقرب شخص تصل إليه يده ويضعه تحت قدميه ليعبر هو، وإن انهدم المعبر بعد ذلك، نعم وإن انهدم وانهار وأصبح لا شيء إلى ذرا من الغبار. تلك هي مثله، وتلك هي العقلية الناضجة المتحررة من تقاليد الماضي المتوثبة إلى آفاق المستقبل الثائرة على القيم والأخلاق وكل الخرافات التي يقول بها خيري، أهي خرافات؟ أم تراني أنا الذي كنت أعيش في خرافة يقودني ويقدم خطاي فارس من فرسان اللاأخلاق واللاقيم واللامثل واللاشيء على الإطلاق إلا اهتبال الفرص السانحة وتحطيم كل ما يعترضني ومن يعترضني لبلوغها؟ أم آن لخيري أن يسخر؟ وأحبب بسخريته إن فعل، ولكنه في نبله لن يسخر، بل ها هو ذا خارج الغرفة يصحب أكبر المحامين، وحده يعلم كيف دفع له أتعابه، ومعه الرجل الذي سكب علي فضله فلم ير مني إلا استغلال اسمه واستغلال منصبه، ومعهما الزوجة التي تزوجتها لمالها وخنتها، أتعلم بخيانتي لها؟ لا ما كانت لتجيء لو كانت تعلم، لا فلا يمكن أن تصل بها الملائكية إلى هذا المدى، فقد يكون بين الناس من وصلت أرضيتهم إلى ما وصلت إليه، ولكن ليس بين الناس من تصل بهم الملائكية إلى الحد الذي تصوره، لا يمكن أن تكون قد علمت بما كان بيني وبين دولت ثم تجيء، ولكن أليست رائعة في مجيئها إلي هي وأختها وأبوها؟ وأبوها من هو اسما وقدرا، وهي وأختها من هما شرفا، لم يقل الرجل ولم تقل واحدة منهما: بعيدا عن العفن، بعيدا عن المستنقع الذي تردى فيه هذا الذي غال حمانا، ودنس اسمنا، وهوى بما كافحنا في بنيانه من شرف ومجد ورفعة، لم يقل واحد من ثلاثتهم هذا، وإنما جاءوا ليقفوا إلى جانبي ولأراهم لي ركنا، في حين أرى من سعيت به إلى مكانته، أرى ذلك الذي أحاول أن أحميه، أرى ذلك المثل الذي جعلته أمامي وتتبعت خطاه يرمي بي إلى الوحل محاولا أن يدوسني ليمر هو وأموت أنا في الطين.

حرص يسري مرة أخرى ألا ينظر إلى حامد، فقد تمثل له شيطانا من ماضيه قائما أمامه، فهو يريد أن ينساه أو يعمى فلا يراه.

طال الصمت في غرفة التحقيق، وترك ممثل النيابة يسري لصمته لم يقطعه مقدرا ما أصابه من التهمة التي وجهها إليه حامد، يمنعه العطف أن يلح عليه بالأسئلة في غمرته هذه، مرتئيا أن التفكير الذي يتجه له الصمت قد يهديه إلى الاعتراف.

وقال ممثل النيابة آخر الأمر: ما أقوالك؟

وانتبه يسري إلى واقعه، وصمت هنيهات أخرى ثم قال: أرجو تأجيل التحقيق إذا كان ذلك ممكنا. - إذا تأجل التحقيق فسيستمر حبسك حتى نواصل التحقيق.

وقال الأستاذ عبد السلام: ألا تستطيع الإجابة الآن؟

وقال يسري في انهيار: أفضل أن يتأجل التحقيق، لا أستطيع الإجابة، حالتي لا تسمح.

وأصدر ممثل النيابة أمره بالقبض على يسري وحامد على ذمة التحقيق.

نامعلوم صفحہ