ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
اصناف
أما موضع الخلل في الاستدلال بهذه الآية، فيكمن في عزلها عن الآيات المحكمة التي تشترط الإسلام ومتابعة النبي ﵌ والتي من شأنها أن تجعل الآية خاصة بمن مات ولم يبلغه الإسلام، مع أنّ هذا القيد غير موجود في الآية وإنما يتبين من إرجاعها إلى الأصل. وهو الآيات المحكمة (أم الكتاب).
ولنا أن نسأل فنقول: هل يوجد في القرآن كله نص واحد يدل بظاهره دلالة واضحة على (إمامة) علي ﵁ أو الإثني عشر كدلالة نص هذه الآية في ظاهرها على صحة دين اليهود والنصارى والصابئين. التي لولا وجود آيات أخرى محكمة تقيدها، لكانت نصًا صريحًا في نجاتهم وصحة دينهم؟!
٢ - قوله تعالى ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (١) وقوله تعالى ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (٢).
قال اليهود والنصارى: نحن أهل الذكر فنحن المرجع والأصل فكيف نكون كفارًا؟!
ولا شك أنّ سياق الآية يدل على أنّ المقصود بـ (أهل الذكر) أهل الكتاب. لأنّ قريشًا استدلت على بطلان نبوة محمد ﵌ ببشريته. وأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لاَ يَاكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ﴾ (٣). أي
(١) سورة يونس آية ٩٤
(٢) سورة الأنبياء آية ٧
(٣) سورة الأنبياء آية ٧و٨
1 / 197