157

ثم أبصرت الحقيقة

ثم أبصرت الحقيقة

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

اصناف

القيام بما كلفوه، فقول غير سليم وقياس لا يستقيم بل لا يمتنع في المشاهدة كونهم أبعد مع وجوده من فعل الطاعة، وأقرب إلى فعل المعصية كما كان في أيام علي والحسن والحسين سلام الله عليهم، فإنّ الناس ارتكبوا في أيامهم من الآثام، وحلوا من عقد الإسلام ما لم يكن قبل ذلك ولا بعده.
وهذا الحسن بن علي ﵇ نهض في شيعة أبيه وأجناده فثاروا به فجرحوه ونهبوا بيت ماله وسلبوا أمهات أولاده، وصغّروا عظيم حقه، حتى تمكّن منه عدوه، واستولى على الأمر من ليس من أهله.
وكذلك الحسين بن علي ﵇ أناخ بإزاء شيعة أبيه بعد استدعائهم له، وإنفاذهم للرسل المتواترة إليه لإزعاجه ووعدهم له النصرة، والقيام بما يجب من حقه، وتقلد أكثرهم البيعة، والعقد الوثيق في ملازمة طاعته فقادوا الخيول، وأرخوا الكتائب حتى أحاطوا به من كل جانب، وحاولوه من كل وجه حتى سفكوا دمه، وحصدوا بشفار السيوف وشبا الأسنة جميع من حضره من أهل بيته سلام الله عليهم بضعة عشر غلامًا ممن له مرتكض في رحم فاطمة ابنة رسول الله ﵌ فأي قرب تراه إلى الطاعة، وأي بعد تراه من المعصية، والأمر كما يعلمه العقلاء بالضد من ذلك، بعدوا من الطاعة وقربوا من المعصية مع وجود الإمام المعصوم المعلوم لإمامة ذرية رسول الله ﵌ من ولده) إلى أن قال ناقدًا اعتقاد الإثنى عشرية إمام القائم المنتظر الغائب: (فإن قدّروا رئيسًا ظاهر الأمر مبسوط اليد، فهذه صفة لا توجد في إمامهم الذي ادعوا إمامته، لأنهم ذكروا أنّ الخوف شرّده حتى لم يقرّ به قرار، ولا تلقته دار، وزاد خوفه على خوف الخائفين وهربه على هرب الهاربين) إلى أن قال: (بل ذكر علماؤهم الكبار في كتبهم المحصّلة أنّ الإمام ما منعه من الظهور لأوليائه إلا مخافة أن يظهر أمره إلى الظلمة بسعاية بعض السعاة فيهلكه، فلذلك تكتم

1 / 164