199

These Are Our Morals When We Truly Believe

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

ناشر

دار طيبة للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الثانية

اشاعت کا سال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

كما جعل الإمام العادل من الثلاثة الذين لا تُرَد دعوتهم (١).
ولكي تقوم حياة الناس على العدل، فقد ذكَّر رسول الله ﷺ المسلم بأنه: «كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة» (٢)، وربط عدله في الدنيا بمصيره في الآخرة، حيث يوضع الميزان، ويحاسب الناس بالقسطاس المستقيم، فأخبر ﷺ بأن من المُنجِيات: «العدل في الغضب والرضا» (٣)، وهذه أعلى مراتب العدل؛ إذ قد يعدل المرء في حال الرضا، ولكن يندر أن يعدل وهو غاضب أو ساخط أو كاره، وقد خصَّ الله أهل العدل في الدنيا، بإعلاء شأنهم في الآخرة، وتقريبهم منه سبحانه، كما في الحديث: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين -: الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما وُلُّوا» (٤).
والأمة المسلمة لا يشفع لها إسلامها في استحقاق التأييد من الله إذا كانت ظالمة، فمن أسباب التمكين في الأرض، والتأييد من الله، أن يُحال دون تفشِّي المظالم، وأن يعمَّ العدل حياةَ المسلمين، ولذلك يقول ابن تيمية: «إن الله يقيم الدولة العادلة - وإن كانت كافرة - ولا يقيم الدولة الظالمة - وإن كانت مؤمنة -» (٥)، وكذلك فإن دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا؛ لأن فجوره لا يقتضي التعدي عليه بغير حق،

(١) صحيح الجامع برقم ٣٠٦٤ (حسن) ونصه (ثلاثة لا يرد الله دعاءهم: الذاكر الله كثيرًا والمظلوم، والإمام المقسط).
(٢) صحيح البخاري - كتاب الصلح - باب ١١ - الحديث ٢٧٠٧ (الفتح ٥/ ٣٠٩).
(٣) سلسلة الأحاديث ٤/ ٤١٦ الحديث ١٨٠٢ (حسن).
(٤) صحيح مسلم - كتاب الإمارة - باب ٥ - الحديث ١٨٢٧ (٦/ ٤٥٢).
(٥) مجموع فتاوي ابن تيمية ٢٨/ ١٤٦.

1 / 234