Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University

Medina International University d. Unknown
71

Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University

التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

اصناف

وفي (المواساة): يذكر صاحب (المفردات): أن الآسي هو طبيب الجرح، ويقال: أسيت بين القوم أصلحت، فآسيته قال الشاعر: آسى أخاه بنفسه ما جاء في كتاب الله من الحديث عن الجار والجيران: حين ننظر في الآيات الواردة في كتاب الله، من خلال (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) سوف نجد أن هذه الكلمة -كلمة الجار- بمشتقاتها قد وردت في عدة مواضع؛ منها: ما جاء في سورة "الأحزاب" في قول الله تعالى: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الأحزاب: ٦٠). وهذه الآية ليست في موضوعنا وهو موضوع "التغاضي عن الجار ومواساته"؛ لأنها تتحدث عن المنافقين الذين يجاورون والذي يعيشون مع رسول الله ﷺ ويسكنون معه في المدينة، ولكنهم يرجفون فيها وينشرون فيها الأكاذيب، الله ﷾ يهددهم بقوله: ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾؛ أي: لنغرينك يا رسول الله بهم؛ لتنتقم منكم، ﴿ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا﴾ أي: إن الله ﷾ سوف يجعل رسوله ﷺ يخرج هؤلاء الذين يُرجفون في المدينة وينشرون في أرجائها الأقاويل الكاذبة والأحاديث الضالة، التي تهدد استقرار المجتمع، ويقول تعالى في سورة "الأحقاف": ﴿يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (الأحقاف: ٣١) وهذه الآية -كما نعلم- وردت في جملة حديث للجن الذين أرسلهم الله ﷾ لنبيه ﷺ ليستمعوا إلى القرآن، فلما استمعوا إليه ﴿قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِين *

1 / 83