خروج الجراد وقلة الأمطار سنة ٦٢١هـ
نتيجة لهذه الأجواء قلّت الأمطار جدًا في البلاد في هذه السنة، وخرج الجراد للمرة الثانية يأكل الزرع القليل الذي خرج في وجود المطر القليل، وغلت الأسعار جدًا في العراق والموصل وسائر ديار الجزيرة -ومنطقة الجزيرة هي المنطقة الشمالية من العراق وسوريا-، وما حدث في هذه الفترة من مصائب الجراد والسنين ونقص الثمرات أمر طبيعي جدًا موافق للسنن الإلهية.
وإذا مر على المسلمين زمان غلت فيه الأسعار، وقلت الغلات، وتزعزع الاقتصاد، وأصبحت الحياة شديدة، فليراجعوا أنفسهم، وليقفوا معها وقفة محاسبة، وليعرضوها على كتاب الله ﷿، فإن كانوا صادقين فسيعرفون مرضهم، وسيجدون علاجه في كتاب الله ﷿، كما قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام:٣٨].