46

The Taste of Prayer According to Ibn al-Qayyim

ذوق الصلاة عند ابن القيم

ناشر

دار الحضارة للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

صورة الصلاة ولما اطمأن قلبه بذكره وكلامه ومحبته وعبوديته، سكن إليه وقرت عينه به فنال الأمان بإيمانه، وكان قيامه بهذين الأمرين أمرًا ضروريًا له، لا حياة له، ولا فلاح ولا سعادة إلا بهما. ولما كان ما بُلي به من النفس الأمارة والهوى المقتضى أو الطباع المطالبة، والشيطان المغوي، يقتضي منه إضاعة حظه من ذلك أو نقصانه، اقتضت رحمة العزيز الرحيم أن شرع له الصلاة مخلفة عليه ما ضاع منه رادة عليه ما ذهب، مجددة له ما أخلق من إيمانه، وجعلت صورتها على صورة أفعاله خشوعًا وخضوعًا، انقيادًا وتسليمًا وأعطى كل جارحة من الجوارح حظها من العبودية، وجعل ثمرتها وروحها إقباله على ربه فيها بكليته، وجعل ثوابها وجزاءها القرب منه ونيل كرامته في الدنيا والآخرة، وجعل منزلتها ومحلها الدخول على الله ﵎ والتزين للعرض عليه تذكيرًا بالعرض الأكبر عليه يوم القيامة.

1 / 50